خام الحديد يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية مع تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين

تتجه أسعار خام الحديد الآجلة نحو تسجيل خسارة أسبوعية جديدة، وسط ضغوط ناتجة عن مزيج من تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين وتوقعات بزيادة المعروض من الخام خلال الفترة المتبقية من عام 2025، ما زاد من حذر المستثمرين بشأن مستقبل الطلب العالمي على المواد الخام.
وبحلول الساعة 03:39 بتوقيت جرينتش، استقر عقد يناير الأكثر تداولاً في بورصة داليان الصينية عند مستوى 773 يواناً للطن المتري (ما يعادل نحو 108.52 دولارًا)، دون تغيير يُذكر عن الجلسة السابقة، لكنه يظل منخفضاً بنسبة 2.8% منذ بداية الأسبوع.
وفي بورصة سنغافورة، تراجع خام الحديد القياسي لعقود نوفمبر بنسبة 0.31% إلى 104.6 دولارًا للطن عند الساعة 03:29 بتوقيت جرينتش، مسجلاً انخفاضاً أسبوعياً بنحو 1.7%.
ورغم ذلك، لاقت الأسعار دعمًا محدودًا من الطلب المستقر في الصين، أكبر مستهلك للخام في العالم، ما ساعد على الحد من مزيد من التراجع خلال تعاملات الجمعة. وبحسب بيانات شركة «ماي ستيل» للاستشارات، بلغ متوسط الإنتاج اليومي من المعدن الساخن نحو 2.41 مليون طن خلال الأسبوع المنتهي في 16 أكتوبر الجاري، ما يشير إلى استمرار وتيرة الإنتاج رغم انخفاضها الطفيف بنسبة 0.2% على أساس أسبوعي.
لكن التوتر التجاري المتجدد بين واشنطن وبكين أعاد إشعال المخاوف بشأن مستقبل الطلب الصيني على المعادن. فقد هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بإنهاء بعض العلاقات التجارية مع الصين وفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على واردات السلع الصينية، وذلك بعد أن وسّعت بكين قيودها على تصدير المعادن النادرة الضرورية لصناعات السيارات الكهربائية والدفاع والطاقة المتجددة.
ويرى محللون أن هذه التطورات قد تضغط على قطاع التصنيع الصيني، وتعرقل جهود الحكومة لتحقيق نمو اقتصادي مستهدف عند 5% خلال العام الحالي، مما قد يقلص الطلب على خام الحديد والصلب.
من جانب آخر، ساهمت التوقعات بزيادة الإمدادات خلال الربع الرابع من 2025 في تعزيز الضغوط البيعية على الأسعار. فقد أعلنت شركة ريو تينتو، أكبر منتج ومصدر لخام الحديد في العالم، هذا الأسبوع، أنها بحاجة إلى أداء قوي في نهاية العام لتحقيق هدفها السنوي لشحنات الخام، مما يشير إلى زيادة محتملة في المعروض العالمي خلال الأسابيع المقبلة.
وفي المقابل، سجلت بعض المواد الخام الأخرى المستخدمة في صناعة الصلب ارتفاعات طفيفة نتيجة اضطرابات الإمداد. إذ ارتفع فحم الكوك بنسبة 1.72%، وفحم الكوك المحمص بنسبة 1.73%، نتيجة عمليات التفتيش الأمني في مناطق الإنتاج الصينية التي قيدت المعروض مؤقتاً.
كما شهدت مؤشرات الصلب في بورصة شنغهاي للسلع مكاسب جماعية مدفوعة بتحسن جزئي في الطلب المحلي؛ إذ ارتفع حديد التسليح بنسبة 0.43%، ولفائف الصلب المدرفلة على الساخن بنسبة 0.47%، بينما صعدت قضبان الأسلاك بنسبة 0.66%، وقفز الفولاذ المقاوم للصدأ بنسبة 0.56%.
ويؤكد خبراء الأسواق أن مسار خام الحديد خلال الأسابيع المقبلة سيتوقف على توازن العوامل الجيوسياسية والتجارية من جهة، وإشارات الطلب الصيني ومعدلات إنتاج الصلب من جهة أخرى، مع توقعات بأن تظل الأسعار تحت ضغط إذا استمرت التوترات التجارية وتزايدت الإمدادات في الأسواق العالمية.