مؤشر "نيكاي" يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي مدفوعًا بانتعاش أسهم التكنولوجيا
يتجه مؤشر نيكاي الياباني نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي، بعدما سجل ارتفاعًا قويًا خلال تعاملات اليوم الجمعة بنسبة تجاوزت 1%، مدعومًا بانتعاش أسهم شركات التكنولوجيا ذات الوزن الثقيل، وتفاؤل المستثمرين بسياسات الحكومة الجديدة بقيادة رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي، التي تتبنى نهجًا ماليًا متساهلًا يهدف إلى دعم النمو الاقتصادي وتحفيز الاستثمار.
وارتفع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 1.35% ليصل إلى 49,299.12 نقطة عند منتصف التعاملات، متعافيًا من الخسائر التي تكبدها في الجلسة السابقة، فيما صعد المؤشر الأوسع توبكس بنسبة 0.66% ليسجل 3,275.37 نقطة. وعلى مدار الأسبوع، ارتفع نيكاي بنسبة 3.6%، بينما حقق توبكس مكاسب بلغت 3.3%، ليواصلا بذلك موجة الصعود التي بدأت منذ مطلع سبتمبر الماضي.
ويرى محللون أن التفاؤل في الأسواق اليابانية مرتبط بتوقعات المستثمرين بشأن السياسات الاقتصادية الجديدة لحكومة تاكايتشي، التي يُنتظر أن تُقر حزمة تحفيز مالي واسعة لتعزيز النمو ومواجهة آثار تباطؤ الاقتصاد العالمي. كما يراهن المستثمرون على زيادة الإنفاق الحكومي في قطاعات التكنولوجيا والبنية التحتية والدفاع.
وقال شووتارو ياسودا، محلل الأسواق في مختبر توكاي طوكيو للذكاء، إن "المستثمرين أقبلوا على شراء أسهم التكنولوجيا التي أصبحت جذابة بعد انخفاضها في الجلسات الماضية"، مضيفًا أن "أسهم الشركات الكبرى المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية قادت موجة الصعود الأخيرة".
وأوضح ياسودا أن الأسهم القيادية في المؤشر تشهد تداولات متناوبة، إذ إن التراجع في بعض أسهم الذكاء الاصطناعي يقابله إقبال على شراء أسهم أخرى مستفيدة من ما يعرف بـ"تجارة تاكايتشي" — وهي مراهنات المستثمرين على السياسات المالية المتساهلة للحكومة الجديدة.
وشهدت جلسة اليوم ارتفاعًا واسعًا في أسهم التكنولوجيا، حيث قفزت أسهم مجموعة سوفت بنك بنسبة 3.61% لتكون أكبر داعم لمؤشر نيكاي، وارتفعت أسهم أدفانتست المتخصصة في صناعة رقائق أشباه الموصلات بنسبة 3.8%، بينما صعدت أسهم طوكيو إلكترون بنسبة 2.35%. كما زادت أسهم فوجيكورا لصناعة الألياف البصرية بنسبة 2.75%، وارتفعت أسهم فوروكاوا إلكتريك بنسبة 3.68% مدعومة بتوسع الطلب على تقنيات مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، كانت أسهم شركة نيديك الخاسر الأكبر ضمن مكونات المؤشر بعد تراجعها بنسبة 6.29%، عقب إعلان الشركة أنها لن تصرف توزيعات أرباح نصف سنوية وسحبها لتوقعات الأرباح للسنة المالية المنتهية في مارس 2026، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن أداء قطاع الصناعات الميكانيكية.
وبحسب بيانات بورصة طوكيو، فقد ارتفعت أسعار 51% من الأسهم المدرجة في السوق الرئيسية، بينما تراجعت 43% واستقرت 5% دون تغيير يُذكر، ما يعكس حالة التوازن النسبي بين القوى الشرائية وجني الأرباح.
ويأتي هذا الأداء الإيجابي للمؤشرات اليابانية بالتوازي مع صعود المؤشرات الأمريكية في وول ستريت، التي أغلقت تعاملاتها يوم الخميس على ارتفاع بدعم من نتائج أرباح الشركات وتراجع المخاوف الجيوسياسية، ما ساهم في تعزيز معنويات المستثمرين في الأسواق الآسيوية.
ويقترب مؤشر نيكاي حاليًا من أعلى مستوياته التاريخية، مدعومًا بموجة شراء قوية في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، ومراهنات على توسع مالي محتمل من الحكومة الجديدة لتحفيز الاقتصاد. ويقول خبراء إن استمرار هذه المكاسب مرهون بمدى قدرة تاكايتشي على تنفيذ إصلاحات مالية توازن بين التحفيز والنمو المستدام، دون إثارة مخاوف التضخم أو ارتفاع الدين العام.
