أسهم أوروبا ترتفع بدعم نتائج الشركات وتفاؤل حول التجارة الأمريكية الصينية

ارتفعت الأسهم الأوروبية خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بموجة من نتائج الشركات الإيجابية وتفاؤل المستثمرين بشأن تطورات التجارة بين الولايات المتحدة والصين. وصعد المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» بنسبة 0.2% ليصل إلى 573.19 نقطة بحلول الساعة 07:20 بتوقيت غرينتش، مع تحسن المعنويات في أسواق القارة الأوروبية وسط آمال بأن تؤدي المحادثات الأمريكية الصينية المرتقبة إلى تهدئة التوترات التجارية.
ويأتي التفاؤل بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، توقع خلالها التوصل إلى اتفاقات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما المرتقب في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل، رغم أنه أشار في وقت سابق إلى أن الاجتماع قد لا يُعقد. ويترقب المستثمرون أن تحد تلك الاتفاقات من القيود التجارية المتبادلة، بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي العالمي واستقرار الأسواق المالية.
وفي الوقت نفسه، تدرس إدارة ترامب خطة لتقييد صادرات البرمجيات المتقدمة إلى الصين، ردًا على القيود الأخيرة التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة، وهو ما يضيف بعداً آخر للتوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم. ومع ذلك، حافظت الأسواق الأوروبية على مكاسبها مع استقرار معنويات المستثمرين واهتمامهم بموجة النتائج الإيجابية للشركات.
على صعيد آخر، ارتفعت أسهم الطاقة الأوروبية بنسبة 2.3% بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات على شركات النفط الروسية الكبرى بسبب الحرب في أوكرانيا، بينما تبنت دول الاتحاد الأوروبي رسمياً الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد موسكو. وارتفعت أسهم شركات الطاقة الكبرى بشكل ملحوظ، حيث سجل سهم «بي بي» زيادة بنسبة 3.2%، و«شل» 2.2%، و«آكر بي بي» 4.4%، فيما صعد سهم «إكوينور» بنسبة 3.9%، في ظل زيادة المخاوف بشأن الإمدادات الروسية من النفط والغاز وارتفاع أسعار الخام.
وعلى صعيد نتائج الشركات، أظهرت بعض النتائج الفصلية تأثيراً إيجابياً مباشرًا على أسواق الأسهم، حيث قفز سهم شركة «نوكيا» بنسبة 10.8% بعد إعلان أرباح فصلية فاقت توقعات المحللين، ما يعكس أداء الشركة القوي في قطاع التكنولوجيا والاتصالات. كما ارتفع سهم مجموعة «كيرينغ» الفرنسية المتخصصة في السلع الفاخرة بنسبة 7.8% بعدما أظهرت نتائجها تراجعًا في المبيعات بأقل من المتوقع خلال الربع الثالث، مما عزز ثقة المستثمرين في قدرة الشركات الأوروبية الكبرى على التكيف مع التحديات الاقتصادية والاحتفاظ بالهوامش التشغيلية.
وعلى الصعيد القطاعي، ساهمت البيانات الإيجابية من الشركات وارتفاع أسعار النفط في دعم القطاعات الأساسية مثل الطاقة والتكنولوجيا والسلع الفاخرة، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية والتوسع في المحافظ التي تركز على الأسهم القيادية. وتشير التوقعات إلى استمرار متابعة المستثمرين للمستجدات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إلى جانب مراقبة تطورات العقوبات على روسيا وتأثيرها على أسواق الطاقة والأسهم الأوروبية في الأشهر المقبلة.
وفي ختام تعاملات الخميس، بدا واضحًا أن التفاؤل التجاري وتسجيل الشركات نتائج قوية ساهم بشكل مباشر في دعم معنويات السوق، مع استمرار المستثمرين في توخي الحذر بسبب عوامل عدم اليقين السياسي والاقتصادي في الأسواق العالمية.