استقرار العملات الآسيوية وتعافي جزئي للين الياباني بعد انتخاب رئيسة الوزراء الجديدة
شهدت العملات الآسيوية استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، فيما استعاد الين الياباني جزءًا من خسائره السابقة بعد انتخاب سانا تاكايتشي، المعروفة بتبنيها سياسات التوسع المالي، رئيسةً لوزراء اليابان. وارتفع الين الياباني بشكل طفيف مقابل الدولار والعملات الرئيسية الأخرى، وسط توقعات بأن تتبع الحكومة الجديدة سياسات مالية ونقدية داعمة للنمو الاقتصادي.
وأكد خبراء السوق أن انتخاب تاكايتشي أسهم في تهدئة المخاوف من تباطؤ النمو في اليابان، حيث يربط المستثمرون بين سياسات الحكومة الجديدة وفرص تعزيز النشاط الاقتصادي، مما دفع الين إلى التعافي جزئيًا بعد موجة تراجع شهدها خلال الأسابيع الماضية. وقالت تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس"، إن "الاستقرار الحالي يعكس حالة ترقب المستثمرين للخطوات المالية والنقدية التي ستتخذها الحكومة اليابانية الجديدة، خصوصًا فيما يتعلق بالتوسع المالي والتحفيز الاقتصادي."
وفي الأسواق الأخرى، حافظت العملات الآسيوية الرئيسية مثل الدولار السنغافوري، الدولار الهونغ كونغي، والرينمينبي الصيني على مستوياتها مقابل الدولار الأمريكي، مع ميل المستثمرين إلى الموازنة بين العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية. وارتفع الدولار الأسترالي مقابل الين بنسبة طفيفة، بينما شهد الدولار النيوزيلندي استقرارًا نسبيًا وسط تقلبات معتدلة.
وأشار تقرير صادر عن بنك اليابان المركزي إلى أن استقرار الين يسهم في تهدئة أسواق الصادرات اليابانية، حيث تعتبر قوة العملة عاملاً مهمًا يؤثر على قدرة الشركات المصدرة على المنافسة في الأسواق العالمية. كما أن أي تحسن في قيمة الين يعزز الثقة في الأسواق المالية المحلية ويحفز المستثمرين على إعادة النظر في محافظهم الاستثمارية، خصوصًا في الأصول المرتبطة باليابان.
وربط المحللون ارتفاع الين جزئيًا بتوقعات استمرار التحفيز الاقتصادي الذي يمكن أن يدعم النمو على المدى المتوسط، رغم استمرار التحديات التي تواجه الاقتصاد الياباني مثل ضعف الطلب المحلي وارتفاع تكاليف الطاقة. وأوضح التقرير أن استقرار العملات الآسيوية يعكس أيضًا انحسار المخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أسهم في تهدئة الأسواق وإعادة الثقة إلى المستثمرين.
وفي ظل هذه المعطيات، يتابع المستثمرون عن كثب التطورات الاقتصادية والسياسات النقدية للحكومات الآسيوية، خصوصًا اليابان، لتقييم تأثيرها على أسعار الصرف والاستثمارات المالية. ويظل الين محط اهتمام خاص نظرًا لدوره كمؤشر على الثقة في الاقتصاد الياباني واستقرار الأسواق الآسيوية عمومًا.
