باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
الأربعاء 22 أكتوبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

من الرغيف للأمن القومي.. إزاي مصر ببتحرك لتأمين الغذاء لأولادها؟.. وخطة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح

الأربعاء 22/أكتوبر/2025 - 03:30 ص
زراعة القمح
زراعة القمح

فيه جملة بسيطة بس معناها كبير جدًا: "اللي يأمن أكله، يأمن مستقبله". ومصر، من أول يوم، كانت عارفة إن المعركة الحقيقية مش بس في السياسة أو الاقتصاد، لا، المعركة الحقيقية في اللقمة اللي بتوصل لكل بيت.

علشان كده، في وسط تحديات عالمية، وأزمات في الغذاء والمناخ، مصر قررت إنها تشتغل بصمت لكن بخطة واضحة: نزرع أكتر.. ننتج أكتر.. ونستورد أقل.

الطريق ما كانش سهل، لكن اللي بيتعمل النهارده في الزراعة هو ثورة بكل المقاييس. من مشروعات بتغيّر شكل الخريطة الزراعية زي توشكى والدلتا الجديدة ومستقبل مصر، لحد دعم مباشر للفلاح البسيط اللي هو العمود الفقري لكل ده.

الموضوع مش مجرد زراعة، دي قصة أمن قومي، لأن الأمن الغذائي هو خط الدفاع الأول عن كرامة المواطن المصري. 

تعالوا نعيش الرحلة دي خطوة بخطوة، ونشوف إزاي مصر بتكتب فصل جديد في تاريخها الزراعي، وبتحوّل الصحراء الخالية لمزارع خضرا بتأكل ملايين.

المزارع.. البطل الحقيقي في الحكاية في قلب كل حقل، في وش كل فلاح بيشيل الطين بإيده، هناك سر النجاح.

الدولة المصرية فهمت من بدري إن المزارع هو اللي بيبدأ القصة، علشان كده دعمته بشكل عمره ما حصل قبل كده. في 10 سنين، الحكومة صرفت مليارات الجنيهات لدعم الزراعة بشكل مباشر، منها أكتر من 70 مليار جنيه سنويًا لتوفير الأسمدة بأسعار مناسبة، علشان المزارع ما يتحملش عبء الغلا.

وكمان اتعمل نظام "كارت الفلاح" اللي نظم عملية توزيع السماد، وضمن وصول الدعم لمستحقيه من غير وسطاء أو استغلال.
اتصرف في الموسم الصيفي بس 23.5 مليون شيكارة سماد مدعم، يعني أكتر من مليون طن. وفيه نقطة تانية مهمة جدًا، وهي فكرة الزراعة التعاقدية.

زمان كان المزارع يزرع وهو مش عارف هيبيع بكام، النهارده الدولة بتحدد له السعر من الأول، وبتشتري منه بسعر مضمون، فبقى مطمن.

يعني طن قصب السكر بـ 2500 جنيه، وطن البنجر بـ 2000 جنيه، وأردب القمح بـ 2350 جنيه. كل دي أسعار عادلة ومضمونة تخلي المزارع يكسب ويستمر.

غير كده، الدولة وفّرت كمان قروض زراعية بـ61 مليار جنيه من البنك الزراعي المصري، علشان اللي عايز يوسع أو يشتري معدات أو يطوّر نظام الري، يقدر يعمل كده بسهولة.

حتى الناس اللي كانت متعثرة، الحكومة وقفت جنبهم وساعدت أكتر من 51 ألف مزارع في جدولة ديونهم. والمزارع النهارده مش لوحده.. معاه الدولة، ومعاه التكنولوجيا، ومعاه إرشاد علمي حقيقي، علشان الزراعة تبقى مشروع مربح مش مغامرة.

الزراعة الذكية وتحديث الغيط المصري 

الزراعة في مصر النهارده ما بقتش زي زمان.. دلوقتي عندنا حاجة اسمها "زراعة ذكية". يعني فلاح بيزرع باستخدام التكنولوجيا، وبيروي بالأقمار الصناعية!

إزاي؟
الدولة اشتغلت على مشروع قومي ضخم لتأهيل الترع، وخلصت بالفعل 7795 كم من الترع اللي كانت محتاجة صيانة. كمان بدأت تحول الري من الغمر للري الحديث في أكتر من مليون فدان، وده وفر مياه تكفي تزرع أراضي جديدة قد نص الدلتا تقريبًا.

في نفس الوقت، الحكومة بدأت تطبيق نظام الإنذار المبكر باستخدام بيانات الطقس والمناخ، علشان لو فيه تغيّر في درجات الحرارة أو مطر أو رياح، يتم تنبيه المزارعين بسرعة قبل ما المحصول يتأثر.

وفيه مشروعات ميكنة بتتعمل حاليًا في محافظات زي المنيا والفيوم، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وكمان إنشاء محطة ميكنة زراعية ضخمة في توشكى، علشان تخدم آلاف الفلاحين في الصعيد.

والأجمل إن الدولة ما سابتش الشباب برة اللعبة.. فيه دلوقتي برامج لتعليم الزراعة الحديثة والطاقة الشمسية في الري، وفيه دعم مالي للشباب اللي عايز يبدأ مشروع زراعي جديد أو مزرعة إنتاجية.

كله داخل ضمن خطة اسمها "مصر 2030"، اللي هدفها إننا نوصل لاستخدام كفء للمياه والطاقة ونزود الإنتاج بنسبة 50% في خلال سنين قليلة. يعني ببساطة، الغيط المصري اتطور، وبقى فيه "عقل إلكتروني" بيحسب كل نقطة مية وبيتابع كل مرحلة نمو للنبات.

القمح.. سلاح الأمن القومي

تعالوا نتكلم عن القمح.. المحصول اللي بيتعلق بيه مصير رغيف العيش، وكرامة ملايين المصريين.

مصر كانت ولسه واحدة من أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم، وده خلى الحكومة تعتبر إن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح مش رفاهية، ده واجب وطني.

علشان كده اشتغلت على كذا محور:

1. التوسع الأفقي
من خلال مشروعات ضخمة زي توشكى والدلتا الجديدة وشرق العوينات، واللي زودت المساحة المزروعة بالقمح لأكتر من 3.5 مليون فدان سنة 2025.
وفي مشروع "مستقبل مصر" لوحده، اتزرع 80 ألف فدان قمح في موسم واحد.

2. التوسع الرأسي
يعني نزوّد إنتاج الفدان نفسه، مش بس نزود الأراضي.
  وده حصل لما العلماء المصريين استنبطوا 18 صنف جديد من القمح، منهم أصناف مقاومة للأمراض ومناسبة للحرارة العالية، والأجمل إن إنتاجية الفدان وصلت لـ 20 أردب في بعض المحافظات.

3. التخزين والنقل
زمان كنا بنخسر جزء من القمح بسبب سوء التخزين، لكن النهارده بقى عندنا 81 صومعة حديثة بطاقة تخزين 3.4 مليون طن، بدل 35 صومعة بس في 2014، يعني الطاقة زادت أكتر من 3 أضعاف.
الدولة كمان بدأت تحوّل الشون الترابية لهناجر، وبنت 420 نقطة تجميع على مستوى الجمهورية لتسهيل التوريد.

4. تحفيز المزارعين
الدولة زودت سعر توريد القمح من 725 جنيه للأردب في 2021 لحد 2350 جنيه في موسم 2025، وبتصرف الفلوس خلال 48 ساعة بس من التوريد.

5. الدعم اللوجيستي والتمويلي
مبادرة دعم المزارعين بـ 2.5 مليار جنيه بفائدة 5%، علشان يشتروا التقاوي أو المعدات أو حتى الميكنة الزراعية. كل ده بيقربنا من الهدف الكبير: إن مصر تبقى مكتفية ذاتيًا من القمح بنسبة 75% في 2030، وتقلل فاتورة الاستيراد اللي كانت بتوصل لـ 20 مليار دولار سنويًا.
 

المشروعات القومية.. الصحراء اللي بقت جنة

لو ركبت الطيارة وشوفت من فوق أراضي توشكى أو مستقبل مصر، مش هتصدق إن دي كانت صحراء من كام سنة! الدولة المصرية بتخوض معركة حقيقية لتحويل الرمال لحقول.

مشروع مستقبل مصر للتنمية الزراعية هو نموذج للمشروعات المتكاملة، بيغطي مساحة 2.2 مليون فدان على طريق روض الفرج – الضبعة، واتزرع بالفعل 350 ألف فدان في المرحلة الأولى، وفيه مصانع للتعبئة، وصوامع تخزين، ومدينة صناعية بتكلفة 8 مليارات جنيه.

الهدف مش بس الزراعة، لكن كمان التصنيع والتصدير، يعني القمح بيتطحن، البطاطس بتتعبّى، البنجر بيتحول لسكر، كل ده جوه المشروع، فمفيش فاقد ولا ضياع.

مشروع توشكى الخير

اتحول من فكرة مؤجلة لواقع بيغطي 322 ألف فدان قمح. وبفضل نظم الري الحديثة، الإنتاج زاد بنسبة 25% عن التوقعات الأولى.

مشروع الدلتا الجديدة: ده بقى نقلة تانية خالص.. بيهدف لاستصلاح 2.2 مليون فدان جديدة لحد 2030، وبيستخدم مياه معالجة من محطات زي محطة "البرلس" اللي بتعالج 5.6 مليون م³ يوميًا، وده بيخلي كل نقطة مية ليها قيمة، وكل فدان ليه إنتاج.

المشروعات دي بتخلق كمان فرص شغل ضخمة، مش بس في الزراعة، لكن في التصنيع والنقل والخدمات، مشروع "مستقبل مصر" مثلا وفّر 370 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

الصحراء اللي كانت ساكتة بقت بتتكلم، وبتقول إن مصر مش بس بتحافظ على أرضها القديمة، دي كمان بتخلق أرض جديدة للأجيال الجاية.

من الغيط للسوق العالمي 

مصر مش بس بتأكل أولادها، دي كمان بتأكل العالم، المنتج المصري النهارده بقى ليه سمعة كبيرة في الأسواق العالمية. 

في 2025، الصادرات الزراعية المصرية وصلت لـ 7.5 مليون طن، بزيادة 650 ألف طن عن السنة اللي قبلها. يعني مش بنحقق اكتفاء ذاتي بس، ده كمان عندنا فائض بيتصدر لـ 168 دولة.

منتجات زي الموالح، الرمان، العنب، البصل، البطاطس، وحتى الكركديه، وصلت أسواق جديدة زي المكسيك والفلبين وجنوب أفريقيا وفنزويلا.

واللي ساعد على ده هو تطوير منظومة الجودة والتعبئة والتغليف، وكمان إنشاء بورصة سلعية بتنظم الأسعار وتخلي السوق شفاف وعادل.

وفيه خطة لزيادة الصادرات الزراعية لـ 10 مليارات دولار سنويًا، وده هيتم من خلال التصنيع الزراعي والربط بين الزراعة والصناعة.

يعني بدل ما نصدر خام، نضيف عليه تصنيع، وده يزوّد العائد ويفتح فرص شغل أكتر.

التكنولوجيا والبحث العلمي في الزراعة 

من غير العلم، مفيش تقدم، علشان كده الدولة شغالة بقوة على دعم البحث العلمي الزراعي، وتم استنباط 28 صنف وهجين جديد من محاصيل الخضر، و5 أصناف جديدة من القمح، و10 هجن من الذرة الشامية عالية الإنتاجية. كمان فيه مشروع قومي لإنتاج تقاوي الخضر المحلية بدل ما نستوردها، وده خفّض فاتورة الاستيراد بشكل كبير، وفي نفس الوقت زوّد جودة المحاصيل.

المعامل الزراعية بقت بتشتغل بنظام إلكتروني موحد، وبيتم رصد جودة التربة والمياه وتحليلها قبل الزراعة. وفيه تعاون دولي كبير مع الصين والسعودية في الزراعة الذكية، وكمان برامج تدريب للفلاحين على استخدام أجهزة استشعار الرطوبة والطاقة الشمسية.

يعني المزارع المصري بقى بيشتغل بالتابلت مش بالكوريك بس.

الشراكة المجتمعية

اللي بيحصل في الزراعة مش مجهود حكومة لوحدها، ده كمان مجهود مجتمع كامل، فيه مبادرات زي "معاك في الغيط" اللي بتوصل المعلومة للمزارع في مكانه، وفيه فيديوهات توعية بتتنشر على السوشيال ميديا، وكمان أكتر من 31 ألف نشاط إرشادي اتنفذ في سنة واحدة، استفاد منهم حوالي 466 ألف مزارع.

كمان 15 حملة قومية للنهوض بالمحاصيل الاستراتيجية زي القمح والذرة والقطن، يعني كل الجهات شغالة سوا: الحكومة، الجامعات، الجمعيات الزراعية، وحتى الشباب المتطوعين.

مصر النهارده بتعيش ثورة في الزراعة، مش بس علشان توفر أكل، لكن علشان تبني استقلال اقتصادي حقيقي.

من أول البذرة لحد المائدة، فيه منظومة كاملة بتشتغل، الدولة بتصرف، بتخطط، بتتابع، والمزارع بينفذ وبيكسب، وده معناه إننا ماشيين في طريق الاكتفاء الذاتي بخطوات ثابتة، وكل موسم بيعدي بنقرب أكتر.

والقمح المصري بقى رمز للعزة، وكل صومعة بتتبني هي حصن من حصون الأمن القومي، ومصر بتزرع مش بس أرضها، دي بتزرع مستقبلها، علشان تفضل دايمًا بلد الأمن والأكل والكرامة.