تراجع مؤشر نيكاي الياباني وسط ضبابية المشهد السياسي وتوتر العلاقات بين أميركا والصين

تراجع مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع عودة التداولات بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة، متأثرًا بحالة القلق السياسي بشأن رئاسة الوزراء المقبلة في اليابان، إلى جانب استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما زاد من حذر المستثمرين في الأسواق الآسيوية.
وأغلق مؤشر نيكاي 225 جلسته الصباحية منخفضًا بنسبة 1.2% عند مستوى 47,520.57 نقطة، حيث ارتفعت أسهم 31 شركة فقط من بين مكونات المؤشر البالغ عددها 225 سهمًا، بينما تراجعت 192 شركة واستقرت شركتان دون تغيير. كما هبط المؤشر الأوسع توبكس (TOPIX) بنسبة 1.4% ليصل إلى 3,153.50 نقطة.
ويأتي هذا التراجع عقب عودة المستثمرين اليابانيين من عطلة وطنية يوم الاثنين، ليواجهوا مشهدًا عالميًا معقدًا اتسم بـ قوة الين الياباني وموجة بيع حادة في وول ستريت يوم الجمعة الماضي، رغم حدوث ارتداد طفيف في بعض الأسواق العالمية لاحقًا، إلا أن المعنويات في طوكيو ظلت هشّة بفعل إشارات متباينة من الإدارة الأمريكية حول مستقبل السياسات الاقتصادية والتجارية.
وقالت ماكي ساوادا، الخبيرة الاستراتيجية للأسهم في شركة نومورا سيكيوريتيز، إن "ضعف الأسهم الأمريكية وارتفاع الين خلال عطلة اليابان الطويلة شكّلا ضغطًا واضحًا على السوق"، مضيفة أن الضبابية السياسية المحلية تفاقم المخاوف بين المستثمرين.
وأضافت ساوادا أن الزخم الإيجابي الذي رافق انتخاب ساناي تاكايئتشي، ذات التوجه المالي التوسعي، زعيمةً للحزب الليبرالي الديمقراطي، قد تراجع مؤخرًا بعد انسحاب حزب كوميتو – الشريك في الائتلاف الحاكم – من دعمها، مما فتح الباب أمام احتمال محدود لانتخاب زعيم معارض رئيسًا للوزراء في التصويت البرلماني المتوقع خلال يومي 20 أو 21 أكتوبر الجاري.
وأوضحت ساوادا أن "تراجع رهانات تاكايئتشي يُعد أحد الأسباب الرئيسية لضغوط البيع على الأسهم اليابانية اليوم"، مشيرة إلى أن الضبابية السياسية تضغط على ثقة المستثمرين وتزيد من تذبذب السوق.
كما تأثرت أسهم الشركات المصدّرة سلبًا بارتفاع الين، الذي يقلص من العائدات الخارجية لتلك الشركات، حيث انخفض سهم تويوتا بنسبة 1.1%، في حين سجلت شركات تصنيع الإطارات تراجعات كبيرة، ما جعل قطاع المطاط الأسوأ أداءً بين مجموعات بورصة طوكيو الـ33.
وفي المقابل، تراجعت أسهم سوفت بنك بنسبة 3.8%، لتواصل خسائرها بعد بلوغها مستوى قياسي الأسبوع الماضي، وسط اتجاه المستثمر العملاق في شركات التكنولوجيا الناشئة إلى جني الأرباح وتقليص مراكزه في بعض الأسهم.
وعلى الجانب الآخر، شهدت أسهم شركات أشباه الموصلات أداءً قويًا مقتفية أثر نظيراتها في وول ستريت، إذ ارتفع سهم لازرتك بنسبة 3%، وسهم سومكو بنسبة 2.5%، مدعومين بتفاؤل مستمر حيال آفاق نمو قطاع الذكاء الاصطناعي.
وفي تطور إيجابي داخل السوق، قفز سهم ريوهين كيكاكو – المالكة لسلسلة متاجر موجي (MUJI) – بنسبة 12.3%، عقب إعلان نتائج مالية قوية بعد إغلاق جلسة الجمعة الماضية، ليصبح الأفضل أداءً ضمن مكونات مؤشر نيكاي.
ويأتي هذا الأداء المتباين في ظل ترقب المستثمرين لتطورات الملف السياسي في اليابان، ونتائج الانتخابات القيادية المنتظرة، إلى جانب متابعة التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين، والذي لا يزال يؤثر في مزاج الأسواق الآسيوية والعالمية.