وزير الزراعة: مصر تضع خبراتها لخدمة إفريقيا لتحقيق الأمن الغذائي المشترك
اختتمت، اليوم الجمعة، أعمال المنتدى الإفريقي رفيع المستوى حول تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز في إفريقيا، والذي استضافته القاهرة خلال الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر الجاري، بتنظيم مشترك بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والمركز الإفريقي للأرز، وبمشاركة وزراء ونواب وزراء ومحافظين وخبراء من عدد من الدول الإفريقية، تحت رعاية الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبحضور الدكتور بابا كار مانه المدير العام للمركز الإفريقي للأرز.
وأكد الوزير علاء فاروق في كلمته الختامية، أن مصر حريصة على تقديم كافة أشكال الدعم الفني والعلمي للأشقاء في القارة السمراء، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية المصرية بتعزيز التعاون الإفريقي المشترك، مشيرًا إلى أن التعاون القاري هو مفتاح تحقيق الأمن الغذائي في ظل التحديات العالمية الراهنة. وأوضح أن المنتدى وفر منصة مثالية لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الدول الإفريقية، وخاصة في مجالات الزراعة المستدامة والإدارة الرشيدة للموارد المائية.
وأشار فاروق إلى أن المنتدى خرج بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها تعزيز التعاون في مجالات نقل التكنولوجيا الزراعية وبناء القدرات، وتكامل البحث العلمي والإرشاد الزراعي وربطهما بالمزارعين ميدانيًا. كما شدد المشاركون على أهمية تحسين منظومة إنتاج البذور وضمان توافر الأصناف عالية الجودة والنقاء الوراثي، وتطوير آليات تمويل مناسبة لصغار المزارعين، وتوسيع نطاق الزراعة التعاقدية ودعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص عبر سلسلة القيمة الزراعية.
كما تبنى الوزراء المشاركون خارطة طريق قارية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز، بما يتسق مع التوجهات الزراعية للاتحاد الإفريقي، إلى جانب إنشاء شبكة خبراء إفريقية لتنسيق الجهود في تطوير قطاع الأرز ومتابعة تنفيذ الخطط المشتركة.
وشهد المنتدى مشاركة وزراء الزراعة من مصر وغينيا بيساو، ونواب وزراء من سيراليون وليبيريا، ومحافظي ولايتي نيجِر وجيجاوا في نيجيريا، إلى جانب ممثلين من السنغال ونيجيريا ومركز البحوث الزراعية المصري، وفريق المركز الإفريقي للأرز.
واستعرضت مصر خلال المنتدى تجربتها النموذجية في زراعة الأرز، من خلال تطوير أصناف عالية الإنتاجية مثل سخا سوبر 300 وجيزة 183، وتطبيق نظم ري حديثة أسهمت في خفض استهلاك المياه بنسبة 30%، وتحقيق إنتاجية تراوحت بين 4 و5 أطنان للفدان، وهي من أعلى المعدلات العالمية.
وتضمن البرنامج زيارات ميدانية لعدد من المواقع البحثية والعلمية، من بينها المتحف الزراعي بالدقي، ومحطة البحوث الزراعية بسخا، ومركز تدريب الأرز، ومحطة إنتاج وغربلة التقاوي، حيث اطلع المشاركون على التجارب المصرية في تطوير سلالات الأرز المقاومة للأمراض والموفرة للمياه، واستخدام الميكنة الحديثة في عمليات الزراعة والحصاد. كما زار الوفود إحدى الشركات الكبرى بطنطا للاطلاع على أحدث تكنولوجيات الميكنة الزراعية ومعاملات ما بعد الحصاد.
وأشاد الوزراء والخبراء الأفارقة بـالتجربة المصرية النموذجية في تحقيق التوازن بين زيادة الإنتاجية والاستخدام الرشيد للمياه، مؤكدين أهمية نقل هذه التجربة إلى باقي الدول الإفريقية من خلال برامج التعاون الفني وتبادل الخبرات.
وفي ختام البيان، أعرب وزير الزراعة علاء فاروق عن تقديره لجميع الجهات التي أسهمت في إنجاح المنتدى، وفي مقدمتها مركز الأرز الإفريقي، ومركز البحوث الزراعية، ومعهد بحوث المحاصيل الحقلية، وقسم الأرز، والعلاقات الزراعية الخارجية، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، مؤكدًا أن مصر ستواصل دعمها للقارة الإفريقية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة.
