تباين أسعار السلع والمعادن في البورصات العالمية وسط ترقب المستثمرين

شهدت الأسواق العالمية اليوم الأربعاء، حركة متفاوتة في أسعار السلع الرئيسية والمعادن، وسط حالة من الترقب والقلق بين المستثمرين تجاه التطورات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة. وأظهرت تعاملات البورصات العالمية تباينًا واضحًا في اتجاهات التداول، مع تسجيل بعض المعادن والطاقة ارتفاعًا ملحوظًا، مقابل انخفاض محدود في سلع أخرى.
وفي قطاع المعادن الثمينة، ارتفع الذهب عالميًا بنسبة 1.1% ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي عند 4040 دولار للأونصة، بعد أن افتتحت تداولاته عند 3986 دولار للأونصة، وفق بيانات موقع جولد بيليون، وتداول حاليًا عند مستوى 4032 دولار للأونصة. ويعزى هذا الارتفاع إلى توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر الجاري، مع إمكانية خفض إضافي في ديسمبر، إضافة إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي في مناطق عدة.
أما الفضة، فقد سجلت ارتفاعًا بنسبة طفيفة مدفوعة بالطلب الاستثماري المتزايد على المعادن الثمينة، بينما شهد النحاس، المعدن الصناعي الرئيسي، انخفاضًا طفيفًا بفعل تباطؤ النشاط الصناعي في بعض الاقتصادات الكبرى، مما أثر على توقعات الطلب العالمي.
وفي أسواق الطاقة، تذبذبت أسعار النفط الخام خلال الجلسة، حيث صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بعد صدور بيانات مخزونات غير مؤكدة، بينما تراجع خام برنت الأوروبي وسط مخاوف من زيادة المعروض العالمي وارتفاع المخاطر الاقتصادية. وأشار محللون إلى أن استمرار التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك النزاعات في بعض مناطق الشرق الأوسط وأوروبا، قد يزيد من ضغوط تقلب الأسعار في المستقبل القريب.
كما شهدت الأسواق الزراعية تباينًا في الأسعار، حيث ارتفعت أسعار القمح عالميًا نتيجة توقعات بضعف المحاصيل في بعض الدول المنتجة، في حين استقرت أسعار الذرة وفول الصويا نسبيًا مع تحسن الإمدادات العالمية. ويشير الخبراء إلى أن التغيرات المناخية وتقلبات الطقس قد تظل عاملاً مؤثرًا في تحركات الأسعار خلال الأشهر المقبلة، خاصة في المناطق الحساسة لإنتاج الحبوب.
وأكد خبراء أسواق المال أن تباين أسعار السلع والمعادن يعكس حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق العالمية، مشيرين إلى أن المستثمرين يعتمدون بشكل متزايد على البيانات الاقتصادية الثانوية والتقارير الخاصة في ظل تأجيل بعض المؤشرات الرسمية نتيجة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة. كما أن الذهب والسلع الغذائية الأساسية يظلان الملاذات الأكثر أمانًا خلال هذه الفترة، في حين تخضع المعادن الصناعية والطاقة لتقلبات أكبر بناءً على توقعات العرض والطلب العالميين.
ويستمر المتعاملون في مراقبة قرارات البنوك المركزية الكبرى والتطورات الجيوسياسية والأحداث المناخية، لتحديد الاتجاهات المستقبلية للأسواق، وسط توقعات بارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية في حال استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.