مصر تواصل دعم التنمية الزراعية في أفريقيا عبر مبادرات فنية وتدريبية متقدمة

استمرارًا للدور الريادي الذي تقوم به مصر في دعم التنمية الزراعية في القارة الأفريقية، عقد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، اجتماعًا مع وفد نيجيري رفيع المستوى ضم كلًا من محمد عمر باغو، الحاكم التنفيذي لولاية النيجر، وعمر نامادي، الحاكم التنفيذي لولاية جيجاوا، وبمشاركة باباكار مانه، مدير مركز الأرز الأفريقي، لبحث سُبل تعزيز التعاون الزراعي ونقل الخبرات المصرية إلى نيجيريا، وذلك على هامش اجتماعات منتدى الأرز الأفريقي، التي تستضيفها القاهرة بمشاركة ممثلين عن 28 دولة من أعضاء المركز.
وأكد وزير الزراعة خلال اللقاء أن العلاقات المصرية الأفريقية تشهد مرحلة متقدمة من التعاون البنّاء، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تعزيز الشراكات مع دول القارة السمراء، وخاصة في مجالات الزراعة والغذاء، من خلال تبادل الخبرات، ونقل التكنولوجيا الزراعية، وتنمية القدرات البشرية بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي المشترك.
وأشار فاروق إلى أن وزارة الزراعة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوسيع آفاق التعاون مع الجانب النيجيري في مجالات الزراعة المستدامة، والإنتاج الحيواني، وتطوير منظومة الري الحديث، مؤكدًا استعداد الوزارة لتقديم الدعم الفني الكامل وإيفاد وفد من الخبراء المصريين من مركز البحوث الزراعية لزيارة نيجيريا، من أجل دراسة الأوضاع الزراعية ووضع خارطة طريق متكاملة لتعظيم الإنتاج المحلي في المحاصيل الاستراتيجية مثل الأرز والقطن وبنجر السكر.
وأوضح الوزير أن مصر تمتلك تجربة رائدة في إدارة الموارد المائية وتعظيم الاستفادة من وحدة الأرض والمياه عبر التوسع في تطبيق نظم الري الحديث والزراعة الذكية، مشيرًا إلى أن هذه الخبرات يمكن أن تسهم بشكل مباشر في تطوير القطاع الزراعي النيجيري وتعزيز قدراته الإنتاجية، لا سيما في ظل التحديات المناخية التي تواجه القارة.
وأكد فاروق على أهمية تشجيع القطاع الخاص من الجانبين على إقامة مشروعات زراعية واستثمارية مشتركة، بما يعزز من القيمة المضافة للمنتجات الزراعية، ويفتح آفاقًا أوسع أمام فرص التشغيل، ويسهم في تنفيذ استراتيجيات الأمن الغذائي الوطني والقاري. كما شدد على أن التكامل الزراعي بين مصر ونيجيريا يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به في تعزيز التعاون بين دول القارة السمراء لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتقليل الاعتماد على الواردات.
من جانبه، أعرب الوفد النيجيري عن تقديره البالغ للدعم المصري وحرص القاهرة على نقل تجاربها الناجحة في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والري الحديث، مؤكدين أن الخبرة المصرية تُعد نموذجًا إقليميًا يحتذى به في مجالات تطوير السلالات النباتية والحيوانية، وتحسين الإنتاجية الزراعية، وتوظيف التكنولوجيا في إدارة الموارد الطبيعية.
وأشار مسؤولو الوفد إلى رغبتهم في تعزيز التعاون مع وزارة الزراعة المصرية في مجالات التدريب الفني، وتبادل البعثات العلمية، والاستفادة من خبرات مركز البحوث الزراعية في تطوير منظومة إنتاج الأرز وبنجر السكر، إلى جانب دعم القدرات الوطنية في مجال الأمن الغذائي ومواجهة التغيرات المناخية.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية استمرار التنسيق بين الجانبين المصري والنيجيري عبر آلية مشتركة لمتابعة تنفيذ مشروعات التعاون، بما يسهم في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتدعيم الشراكة الأفريقية في مجالات الغذاء والإنتاج الزراعي.