الهند تطلق أول ممر نقل سريع بين المدن ضمن خطة طموحة لتطوير البنية التحتية

سلطت شبكة تلفزيون "بريكس" الدولية الضوء على الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة الهندية لتطوير قطاع النقل والبنية التحتية في البلاد، من خلال إطلاق أول ممر نقل سريع يربط بين المدن الرئيسية، في خطوة تعدّ الأضخم من نوعها ضمن رؤية الهند للتحول إلى مركز لوجيستي عالمي بحلول عام 2030.
وأوضحت الشبكة في تقريرها الصادر اليوم الإثنين أن المشروع الجديد يمثل نقطة تحول استراتيجية في منظومة النقل الهندية، حيث يهدف إلى تسريع حركة البضائع والأفراد وتقليل زمن الرحلات بين المدن الصناعية الكبرى، مما يعزز من كفاءة الاقتصاد الوطني ويدعم خطط الحكومة في جذب الاستثمارات الأجنبية.
وأشار التقرير إلى أن عملية بناء الممر السريع بدأت بالفعل، بمشاركة عدد من شركات المقاولات والبنية التحتية الهندية والعالمية، إذ تم اعتماد أحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي وإدارة المرور الذكية لمراقبة الطرق وتحسين تدفق النقل في الوقت الفعلي.
ويُعد الممر الجديد أحد المشروعات المدرجة ضمن مبادرة "الهند المتصلة"، التي أطلقتها وزارة النقل والطرق السريعة الهندية، وتهدف إلى تحسين الربط بين المدن الكبرى والموانئ والمناطق الاقتصادية الخاصة، بما يسهم في تقليل تكاليف النقل وتحفيز الإنتاج الصناعي والزراعي.
وأكدت الشبكة أن الممر السريع الجديد يمتد على طول أكثر من 800 كيلومتر في مرحلته الأولى، ليربط بين العاصمة نيودلهي وعدد من المدن الصناعية في ولايتي ماهاراشترا وغوجارات، مع خطط مستقبلية لمده إلى موانئ الساحل الغربي.
وفي تصريحات نقلتها "بريكس"، قال وزير النقل والطرق السريعة الهندي نيتين جادكاري إن المشروع يعكس التزام الحكومة الهندية بتحقيق طفرة نوعية في مجال البنية التحتية، مشيرًا إلى أن الممر لن يسهم فقط في تسهيل التجارة الداخلية، بل سيجعل الهند أكثر جاذبية كمركز إقليمي للوجستيات وسلاسل الإمداد.
وأضاف الوزير أن المشروع يتكامل مع التحول الرقمي في قطاع النقل، حيث سيتم ربط الممر بشبكة من الأنظمة الذكية لمتابعة حركة الشاحنات والمركبات التجارية، إلى جانب اعتماد نظام الدفع الإلكتروني الموحد للرسوم، مما يقلل من الازدحام ويُسرّع حركة المرور.
كما أشار التقرير إلى أن الهند تعمل بالتوازي على تطوير ممرات نقل مماثلة ضمن مبادرة "بهارات مالا" الوطنية، التي تستهدف إنشاء شبكة متكاملة من الطرق السريعة والممرات التجارية تمتد عبر أكثر من 34 ألف كيلومتر، تمثل العمود الفقري لحركة التجارة الداخلية والخارجية.
ويرى خبراء النقل أن المشروع الجديد سيُحدث نقلة نوعية في التكامل الاقتصادي بين ولايات الهند، وسيسهم في تعزيز القدرة التنافسية للصادرات الهندية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والسيارات والمنتجات الزراعية، مؤكدين أن الممر سيقلل من زمن النقل بنسبة تصل إلى 40%، ويرفع كفاءة الخدمات اللوجستية إلى مستويات عالمية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي لتحويل الهند إلى قوة اقتصادية كبرى بحلول عام 2047، من خلال الاستثمار في البنية التحتية المستدامة، والطاقة النظيفة، وشبكات النقل الذكية.