الأسهم الآسيوية تقفز لمستويات قياسية بقيادة اليابان
ارتفعت الأسهم الآسيوية إلى مستوى قياسي بقيادة اليابان، في حين واصل الذهب صعوده إلى أعلى مستوى على الإطلاق، وتحرّكت "بتكوين" قرب ذروتها الأخيرة، مع رهان المستثمرين على أن السياسة النقدية الميسّرة وتسارع الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، ستعزّزان شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
قفز مؤشر "نيكاي 225" في اليابان بأكثر من 4.5% إلى مستوى غير مسبوق، بعد أن أصبحت النائبة المؤيدة للتحفيز ساناي تاكايشي في موقع يمهّد لتوليها رئاسة الوزراء المقبلة في البلاد، خلفًا لفوميو كيشيدا، وهو ما أثار موجة تفاؤل قوية في الأسواق.
وتراجع الين الياباني بنسبة 1.6% ليصل إلى 150 يناً مقابل الدولار، وهو مستوى يُراقب عن كثب من قبل بنك اليابان، كما هبط إلى أدنى مستوى له على الإطلاق أمام اليورو، في حين تراجعت عوائد السندات اليابانية لأجل 40 عاماً بشكل حاد، وسط توقعات بزيادة الإنفاق الحكومي والتحفيز المالي.
وسجّلت السندات اليابانية طويلة الأجل أكبر خسائرها منذ أشهر، إذ ارتفع العائد على السندات لأجل 40 عاماً بمقدار 14 نقطة أساس إلى 3.52%، وسط مخاوف من أن تاكايشي، التي تؤيد السياسات المالية والنقدية التيسيرية، قد تُقدِم على بيع المزيد من السندات الحكومية لتمويل تخفيضات ضريبية للأسر وتحفيز الاقتصاد المحلي.
وفي المقابل، دعمت هذه التطورات مكاسب أسواق الأسهم العالمية التي استفادت من توقعات استمرار السيولة المرتفعة وانخفاض الفائدة الحقيقية.
في أسواق السلع، واصل الذهب مكاسبه التاريخية ليتجاوز 3,900 دولار للأونصة مسجلاً مستوى قياسيًا جديدًا، مدعومًا بتراجع الدولار وتزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتوسع الإنفاق في الاقتصادات الكبرى.
كما ارتفعت بتكوين لتقترب من ذروتها التاريخية، مع بحث المستثمرين عن بدائل استثمارية في ظل اتساع الفجوة بين العوائد الحقيقية ومعدلات التضخم العالمية.
أما النفط الخام، فقد ارتفع بعد إعلان تحالف "أوبك+" إعادة نحو 137 ألف برميل يوميًا فقط من الإمدادات المتوقفة بداية من نوفمبر المقبل، وهو ما اعتبره المحللون حجمًا أقل من المتوقع، مما ساهم في دعم الأسعار.
في طوكيو، تصدرت أسهم شركات التكنولوجيا موجة الصعود، إذ ارتفعت أسهم كاواساكي للصناعات الثقيلة وجابان ستيل ووركس وآي إتش آي كورب بأكثر من 10%، مدفوعة بارتفاع الطلب العالمي على حلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات الصناعية.
ويرى محللون أن السياسة التيسيرية في اليابان تُعدّ عاملًا محفزًا رئيسيًا لاستمرار التدفقات المالية إلى الأسهم، خاصة مع تزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيبدأ خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، ما يدعم موجة صعود جديدة في الأسواق العالمية.
وقال فرانك بنزيمرا، رئيس استراتيجية الأسهم الآسيوية في "سوسيتيه جنرال" بهونغ كونغ، إن "المستثمرين ينظرون إلى اليابان على أنها مركز جديد للسيولة في آسيا، خاصة بعد وضوح المسار السياسي والاقتصادي المتوقع في المرحلة المقبلة".
