باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
الأحد 05 أكتوبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

قهوة مصرية 100%.. نجاح زراعة وحصاد البن لأول مرة في القناطر الخيرية

الأحد 05/أكتوبر/2025 - 08:01 ص
البن
البن

لما تسمع كلمة "قهوة" علطول ييجي في بالك البرازيل، اليمن أو إثيوبيا.. لكن الجديد إن مصر بقت على الخريطة لأول مرة بعد ما أعلن مركز بحوث البساتين نجاح تجربة زراعة البن وحصاده بشكل فعلي.

تجربة بدأت من أكتر من 40 سنة، خطوات بطيئة وتعثرات كتير حصلت في الطريق، لكن أخيرًا النتيجة ظهرت: أشجار البن بتطرح في القناطر الخيرية، وبدأ حلم إن المصري يشرب قهوة من زرع أرضه مش من استيراد بره.

القصة بدأت في سنة 1985 لما اليمن أهدت مصر شتلات من البن ضمن تبادل علمي بين البلدين، في الوقت ده ماكانش فيه صوبات زراعية متطورة، فكان الحل إن الشتلات دي تتزرع تحت أشجار عالية زي المانجو، النخيل والأفوكادو علشان توفر لها رطوبة وتظليل طبيعي، وعلى مدار السنين اتعملت تجارب كتيرة نجح بعضها وفشل بعضها، لكن المجهود ما وقفش.

الدكتورة نهاد مصطفى، استشاري زراعة البن بمركز بحوث الجيزة، بتقول إن التجربة الحالية اللي اتعملت في محطة بحوث القناطر الخيرية نجحت، وده بعد سنين من الأبحاث والمقارنات بين الزراعة المكشوفة والزراعة في صوب.

وقالت كمان إن الفريق البحثي شغال ليل ونهار من 2007 علشان يطور طرق الإنبات والإنتاج، يعني على سبيل المثال حبوب البن بتاخد من 50 لـ70 يوم علشان تنبت، لكن بالأبحاث قدروا يقللوا المدة دي لـ25 – 30 يوم.

حاليًا التجربة مش مقتصرة على القناطر الخيرية بس، لكن كمان فيه زراعات تجريبية في محافظات زي الإسماعيلية، البحيرة، أسيوط، والعومات، وبعض المناطق في سيناء.

بس الإسماعيلية كانت أنجح منطقة بسبب وجود أشجار المانجو اللي وفرت بيئة مناسبة للبن.

والدكتورة نهاد قالت إن الطعم المبدئي للثمار جيد جدًا، وإن العينات هتدخل تحاليل كيميائية لقياس نسبة الكافيين والتأكد من الجودة قبل طرحها بشكل تجاري.

بس خليني اقولك ان زراعة البن ليها شروط خاصة، أهمها اختيار التربة المناسبة، وجود مصدات رياح، والبعد عن الصقيع والملوحة.

وأشجار البن بتزهر عادة في شهر أبريل، لكن في التجربة الأخيرة الإزهار حصل بدري من شهر مارس، وده مؤشر إن الظروف المناخية في مصر ممكن تبقى ملائمة أكتر مما كان متصور.

وعشان كده الدكتور عصام الأطرش، مدير محطة بحوث البساتين بالقناطر، أكد إن المحطة مش بس شغالة على البن، لكنها كمان بتزرع محاصيل وفواكه استوائية غير تقليدية زي الجاك فروت، السبوتة، اللتشي، والكازيدوا، بجانب البيكان اللي هو نوع من المكسرات.

والهدف مش مجرد تجارب علمية، لكن كمان نشر محاصيل جديدة في السوق المصري وتوفير شتلاتها للمزارعين.

وده خلى نجاح زراعة البن في مصر مش مجرد خبر زراعي، لكنه خطوة مهمة على المستوى الاقتصادي، عشان القهوة واحدة من أكتر السلع استهلاكًا في العالم، ومصر بتستورد كميات ضخمة كل سنة، يعني لو التجربة دي اتعممت، هتقلل فاتورة الاستيراد، وتفتح باب لتصدير نوع جديد من البن المصري ممكن ينافس عالميًا.

وبعد أكتر من 40 سنة من الانتظار، المصريين بقوا قريبين من إنهم يشربوا فنجان قهوة من إنتاج أرضهم.

يعني التجربة اللي بدأت بهدية شتلات من اليمن، النهارده بتتحول لحلم بيتحقق، وممكن في المستقبل تبقى مصر مش بس بلد زراعة المانجو والقطن، لكن كمان بلد القهوة.

ولو بصينا للعالم، هنلاقي إن أكبر منتج للبن هي البرازيل بنسبة حوالي 35% من الإنتاج العالمي، وبعدها فيتنام وإثيوبيا واليمن اللي ليها تاريخ طويل مع زراعة البن.

و دخول مصر على الخريطة دي حتى لو بنسبة بسيطة في البداية معناه إننا نقدر ننافس ونقلل الاستيراد، ونخلق سوق جديد للبن المصري بطابع ومذاق مختلف.

يعني ممكن بعد كام سنة وإنت قاعد في كافيه تسمع الجرسون يقولك: "تحب بن برازيلي ولا مصري؟"