رئيس الوزراء: مشاركة أهالي نزلة السمان ركيزة أساسية في خطة التطوير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا اليوم لاستعراض مستجدات مشروع إعادة إحياء منطقة نزلة السمان كمقصد سياحي، بحضور شريف فتحي وزير السياحة والآثار، والمهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس عادل النجار محافظ الجيزة، والدكتورة هند عبد الحليم نائب المحافظ، إلى جانب عدد من قيادات وزارتي السياحة والإسكان والمجلس الأعلى للآثار، والمهندس محمد الخطيب استشاري التطوير.
وأكد رئيس الوزراء خلال الاجتماع أن مشروع إعادة إحياء نزلة السمان يحظى بأهمية خاصة، نظرًا لموقعها الملاصق لهضبة الأهرامات ذات الطابع التاريخي والأثري الفريد، مشددًا على أن المنطقة يجب أن تكون دائمًا في مقدمة الاهتمامات التنموية بما يتناسب مع قيمتها الحضارية ومكانتها على خريطة التراث الإنساني.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الدولة تستهدف من خلال المشروع إحداث نقلة نوعية تعيد دمج نزلة السمان في منظومة المقاصد السياحية العالمية، عبر التكامل مع منطقة الأهرامات، وزيادة أعداد السائحين والخدمات السياحية، وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة، خصوصًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير المتوقع أن يضاعف من أهمية المنطقة ويجعلها مقصدًا رئيسيًا للسائحين من مختلف دول العالم.
وشدد رئيس الوزراء على أهمية المشاركة المجتمعية في هذا المشروع، موضحًا أن خطة التطوير لا تستهدف فقط الحفاظ على المواقع الأثرية وزيادة الجذب السياحي، بل تسعى أيضًا لتمكين سكان المنطقة وتحسين ظروفهم المعيشية. وقال: "الجميع مستفيد من خطة التطوير، وخاصة أهالي نزلة السمان الذين سيجدون فرص عمل ودخلًا مستدامًا في ظل المشروعات الجديدة".
وخلال الاجتماع، قدم المهندس محمد الخطيب عرضًا تفصيليًا حول رؤية مخططات التطوير، موضحًا أن نزلة السمان توسعت على مدار عقود كمنطقة إسكان غير رسمي، وأن الحكومة في عام 2024 تبنت نهجًا تنمويًا جديدًا قائمًا على المشاركة المجتمعية، بحيث يصبح الأهالي جزءًا من عملية الإحياء عبر مشروعات تجارية وفرص عمل مرتبطة بالقطاع السياحي.
وأوضح الخطيب أن رؤية التطوير تستهدف بحلول عام 2030 أن تصبح نزلة السمان جزءًا لا يتجزأ من تجربة الزائر لهضبة الأهرامات، من خلال تطوير وجهة سياحية نابضة بالحياة قائمة على وظائف عمرانية متكاملة تشمل السكن والعمل والزيارة، مع تعزيز البنية التحتية، وتحسين إدارة المخلفات، وتوسيع الطاقة الفندقية، وتحسين الخدمات المرتبطة بالسياحة.
وأضاف أن المخططات الاستراتيجية للتطوير ترتكز على التوازن بين الحفاظ على القيمة الأثرية للموقع، وإعادة التأهيل العمراني للمناطق المتدهورة، مع استغلال المباني القائمة للأغراض السياحية والثقافية، إلى جانب إعادة البناء الانتقائي لتوفير مساحات للحرف اليدوية والأنشطة الثقافية، فضلاً عن تحسين الواجهات، وتطوير الشوارع لتكون ممرات للمشاة، وإنشاء فراغات عامة مزودة بالبنية التحتية الحديثة مثل الإضاءة والأثاث الحضري.
واختتم رئيس الوزراء الاجتماع بالتأكيد على التزام الحكومة بتنفيذ المشروع وفق رؤية متكاملة تحقق التوازن بين الحفاظ على التراث والتنمية العمرانية المستدامة، وبما يضع نزلة السمان على خريطة السياحة العالمية، ويعزز من مشاركة المجتمع المحلي كجزء أصيل من عملية التطوير.