النحاس يحقق مكاسب تفوق 43% في 2025 مع ضغوط على الإمدادات العالمية
يتجه النحاس اليوم الأربعاء لتحقيق أفضل أداء سنوي بين المعادن الأساسية منذ عام 2009، معززاً مكاسبه الكبيرة في 2025 بزيادة تجاوزت 43% في بورصة لندن، مدعوماً بتوقعات قفزة قوية في الطلب نتيجة طفرة الذكاء الاصطناعي والتحول نحو الطاقة النظيفة، فضلاً عن مخاوف نقص الإمدادات على المستوى العالمي.
ويُستخدم النحاس بشكل واسع في قطاعات الطاقة والبناء، ويشهد اهتماماً متزايداً من المستثمرين نظراً لدوره المحوري في تطوير البنية التحتية لمراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وكذلك في تقنيات التحول للطاقة النظيفة. وعلى الرغم من تراجع السعر الفوري لعقد الثلاثة أشهر في بورصة لندن بنسبة طفيفة بلغت 0.16% ليصل إلى 12,538 دولاراً للطن المتري، فإن المعدن الأحمر يتجه لإنهاء العام على مكاسب قياسية.
وفي بورصة شنغهاي، ارتفع عقد النحاس الأكثر تداولاً بنسبة 1.28% إلى 98,670 يواناً للطن، متجهاً نحو تحقيق مكاسب سنوية تتجاوز 33%. وساهم توقف الإنتاج في مناجم كبرى مثل منجم غراسبرغ في إندونيسيا، التابع لشركة فريبورت، في تعزيز الاتجاه الصعودي للأسعار، حيث وصل السعر القياسي في لندن إلى مستوى تاريخي عند 12,960 دولاراً للطن، فيما لامس العقد القياسي في شنغهاي 102,660 يوان الأسبوع الماضي.
وشهدت الأسواق تحولات في المخزونات، حيث ارتفعت مخزونات النحاس في مستودعات أميركا إلى مستوى قياسي بلغ 490,722 طناً، بزيادة قدرها 426.75% منذ بداية العام، في حين تراجعت أحجام النحاس المتاحة للتسليم في لندن بنسبة 44.91% لتصل إلى 149,475 طناً.
وعززت القيود الصينية على طاقات صهر النحاس المتنامية، إلى جانب نية المصاهر الكبرى خفض الإنتاج خلال 2026، المخاوف من نقص الإمدادات مستقبلاً، ما ساهم في استمرار الزخم الصعودي.
أما باقي المعادن الأساسية، فقد شهدت أيضاً مكاسب محدودة، حيث ارتفع القصدير بنحو 42% في لندن، مدعوماً بتعطّل الإمدادات في ميانمار وإندونيسيا، بينما سجل الألومنيوم مكاسب تقارب 17% في بورصة لندن و13% في شنغهاي. كما حقق النيكل مكاسب سنوية لأول مرة منذ 2023 بعد قرار الحكومة الإندونيسية بخفض حصص التعدين لعام 2026، ليصل إلى مستويات مرتفعة رغم تراجع سعره في لندن بنسبة 2.28% ليبلغ 16,445 دولاراً للطن.
على الجانب الآخر، شهدت أسعار الزنك والرصاص تراجعاً متفاوتاً في كل من بورصتي لندن وشنغهاي مع نهاية العام، وسط توقعات بتذبذب الأسواق خلال الأشهر المقبلة مع استمرار الضغوط على الإمدادات العالمية والطلب المتزايد على المعادن المستخدمة في التحوّل الصناعي والطاقة النظيفة.
يُظهر الأداء القياسي للنحاس في 2025 الدور المتزايد للمعادن الأساسية في الاقتصاد العالمي، لاسيما في ظل الطلب المتنامي على المعادن الضرورية لتقنيات الذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة، ما يجعل النحاس أحد أبرز الرابحين في أسواق المعادن خلال العام.
