تراجع أسعار النفط مع توقعات بزيادة إنتاج "أوبك+" واستئناف صادرات كردستان

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين 29 سبتمبر 2025 في الأسواق الآسيوية، وسط تقارير تشير إلى احتمالية إقدام تحالف منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+) على زيادة جديدة في مستويات الإنتاج خلال نوفمبر المقبل، بالتزامن مع أنباء عن استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق بعد فترة توقف.
وأفادت تقارير اقتصادية أن أسعار العقود الآجلة لخام برنت تراجعت بأكثر من 1% لتستقر قرب مستوى 90 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى ما دون 87 دولارًا للبرميل، متأثرة بارتفاع التوقعات بشأن زيادة المعروض العالمي من الخام في الفترة المقبلة.
ضغوط المعروض العالمي
يأتي هذا التراجع على خلفية حالة من القلق في الأسواق إزاء احتمالية حدوث فائض في المعروض، خاصة بعد تسريبات عن مناقشات داخل تحالف أوبك+ لزيادة الإنتاج بشكل تدريجي، في محاولة لموازنة الأسواق ودعم النمو الاقتصادي العالمي. ويرى محللون أن أي قرار بزيادة الإنتاج قد يؤدي إلى كبح المكاسب السعرية التي سجلتها السوق خلال الأشهر الماضية، والتي ارتبطت بمخاوف نقص الإمدادات بسبب التوترات الجيوسياسية.
استئناف صادرات كردستان
وفي السياق ذاته، أسهمت عودة صادرات النفط من إقليم كردستان العراق عبر ميناء جيهان التركي في زيادة الضغوط على الأسعار، بعد توقف دام عدة أشهر نتيجة خلافات بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الإقليم بشأن آليات التصدير وتقاسم العائدات. ومن المتوقع أن تسهم هذه العودة في إضافة ما بين 400 إلى 450 ألف برميل يوميًا إلى الأسواق العالمية، وهو ما يعزز من مستويات المعروض.
تأثيرات السياسات النقدية
كما تأثرت معنويات المستثمرين بتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، الذي أكد أن البنك المركزي لا ينوي التسرع في خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. هذا الموقف يعزز قوة الدولار الأمريكي، ويجعل السلع المقومة بالدولار مثل النفط أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، ما يضغط بدوره على مستويات الطلب العالمي.
المخاطر الجيوسياسية
ورغم التراجع الحالي، يرى محللون أن الأسعار لا تزال تواجه ضغوطًا صعودية محتملة مرتبطة بالمخاطر الجيوسياسية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وبحر قزوين، بالإضافة إلى استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وما يمكن أن تسببه من تقلبات في مستويات الطلب العالمي على الطاقة.
توقعات مستقبلية
ويتوقع خبراء الطاقة أن تبقى أسعار النفط في نطاق متقلب خلال الربع الأخير من العام الحالي، مع ترقب قرارات "أوبك+" المقبلة ومتابعة التطورات المتعلقة بالاقتصاد العالمي. كما أن الأسواق ستظل شديدة الحساسية تجاه أي أنباء عن اضطرابات في الإمدادات أو تغيرات في السياسات النقدية الكبرى.
واختتم محللون تقاريرهم بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة قد تشهد صراعًا بين قوى العرض والطلب، حيث يسعى المنتجون للحفاظ على حصصهم السوقية في مواجهة الضغوط الاقتصادية العالمية، بينما يظل المستهلكون قلقين من تأثير الأسعار المرتفعة على وتيرة النمو الاقتصادي.