الذهب يواصل الصعود اليوم الأربعاء ويقترب من أعلى مستوياته التاريخية
واصلت أسعار الذهب العالمية تسجيل مكاسب قوية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتقترب من أعلى مستوياتها القياسية التاريخية، مدفوعة بتنامي توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي التي تعصف بالأسواق العالمية، على الرغم من التحذيرات التي أطلقها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول.
صعود متواصل في الأسواق العالمية
وبحسب بيانات شركة جولد بيليون، ارتفعت أسعار أونصة الذهب بنسبة 0.3% لتلامس مستوى 3777 دولاراً، بعد أن افتتحت التداولات عند 3765 دولاراً، قبل أن تستقر حالياً قرب 3775 دولاراً للأونصة.
ويمتد هذا الارتفاع لليوم الرابع على التوالي، حيث يواصل الذهب تداوله بالقرب من أعلى مستوى تاريخي سجله أمس عند 3791 دولاراً للأونصة، في ظل استمرار الزخم الشرائي القوي للمعدن الأصفر باعتباره الملاذ الأكثر أماناً في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية.
أسعار الذهب في مصر
محلياً، واصلت أسعار الذهب في السوق المصرية الارتفاع، لتسجل المستويات التالية دون احتساب المصنعية:
عيار 24: 5809 جنيهات.
عيار 21: 5083 جنيهاً (الأكثر مبيعاً).
عيار 18: 4359 جنيهاً.
الجنيه الذهب: 40,664 جنيهاً.
ويعكس هذا الصعود ارتباط السوق المحلية بالتحركات العالمية، بالإضافة إلى تأثيرات سعر الدولار أمام الجنيه المصري.
السياسة النقدية الأمريكية في الواجهة
يأتي الصعود المتواصل للذهب في ظل حالة من الترقب لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث أكد رئيسه جيروم باول أن البنك المركزي يواجه تحدياً كبيراً في تحقيق التوازن بين مكافحة التضخم ودعم سوق العمل.
وقال باول إن "لا يوجد مسار خالٍ من المخاطر" فيما يتعلق بقرارات السياسة النقدية المقبلة، موضحاً أن الفيدرالي سيواصل الموازنة بين مخاطر التضخم المتصاعد وضعف سوق العمل عند اتخاذ قرار بشأن خفض أسعار الفائدة.
هذا الخطاب فُسّر في الأسواق على أنه مؤشر إلى أن دورة التيسير النقدي وشيكة، ما عزز من جاذبية الذهب على حساب الأصول الأخرى مثل السندات والدولار.
تصاعد التوترات الجيوسياسية
في الوقت ذاته، لعبت التطورات السياسية الدولية دوراً محورياً في تعزيز الطلب على الذهب. فقد أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطاباً متشدداً تجاه روسيا، فيما أصدر حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحذيرات باستخدام كافة الوسائل العسكرية وغير العسكرية للدفاع عن نفسه، وهو ما زاد من المخاوف بشأن احتمالية تصعيد النزاعات الدولية.
هذه التوترات دفعت المستثمرين حول العالم إلى تكثيف مشترياتهم من الذهب باعتباره أصلًا آمناً يوفر الحماية ضد المخاطر الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية.
التوقعات المستقبلية
يرى محللون أن الذهب مرشح لمزيد من المكاسب خلال الفترة المقبلة، مع استمرار العوامل الداعمة، خاصة إذا ما أقدم الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة في الربع الأخير من العام الحالي.
كما توقع خبراء الأسواق أن أي مؤشرات إضافية على تباطؤ النمو الاقتصادي أو ضعف بيانات التوظيف الأمريكية قد تفتح المجال أمام الذهب لتجاوز مستويات 3800 دولار للأونصة، وربما تسجيل قمم تاريخية جديدة.
يبقى الذهب في صدارة اهتمامات المستثمرين، مع تلاقي عدة عوامل داعمة أبرزها السياسة النقدية الأمريكية، والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وضعف الثقة في استقرار الاقتصاد العالمي. وبينما يترقب المتعاملون إشارات أوضح من الفيدرالي، يبدو أن المعدن النفيس سيظل الملاذ الآمن الأكثر تفضيلاً في المرحلة المقبلة.
