مصر وبريطانيا تتفقان على آليات جديدة لدعم التعاون الزراعي وتبادل الخبرات
في إطار حرص مصر على تعزيز علاقاتها الدولية في القطاع الزراعي واستكشاف آفاق جديدة للتعاون المشترك، عقد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لقاءً ثنائيًا مع "أنطوني فيليبسون" مفوض المملكة المتحدة لدى جنوب أفريقيا، وذلك على هامش اجتماعات مجموعة عمل وزراء الزراعة بمجموعة العشرين، المنعقدة حاليًا في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا.
وخلال اللقاء، استعرض الجانبان سبل دعم الشراكة المصرية البريطانية في مجالات الأمن الغذائي والتكنولوجيا الزراعية الحديثة وإدارة الموارد المائية، إلى جانب بحث آليات زيادة الصادرات المصرية من المنتجات الزراعية، وعلى رأسها العنب والفراولة والبرتقال، إلى السوق البريطاني، والعمل على إزالة أي عوائق قد تحد من نفاذ هذه المنتجات بمرونة وكفاءة.
وأكد الوزير علاء فاروق أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة في تطوير قطاع الزراعة عبر تنفيذ مشروعات التوسع الأفقي والعمودي، بما يحقق الأمن الغذائي الوطني ويسهم في زيادة معدلات التصدير. وأوضح أن الاستراتيجية المصرية في هذا المجال تعتمد على إدخال تقنيات ذكية مناخيًا، وتطبيق ممارسات زراعية مستدامة، بالإضافة إلى دعم صغار المزارعين – الذين يمثلون الشريحة الأكبر – من خلال نظم تمويل مبتكرة تعزز قدرتهم على الإنتاج والمنافسة.
وأشار الوزير إلى أن التغيرات المناخية تمثل تحديًا عالميًا يستدعي تكاتف الجهود وتبادل الخبرات بين الدول، مؤكدًا أهمية تبني التكنولوجيات الحديثة لترشيد استهلاك مياه الري وتعزيز استدامة القطاع الزراعي. وأضاف أن مصر ترى في الشراكة مع بريطانيا فرصة لتبادل التكنولوجيا الزراعية المتقدمة وتوسيع قاعدة الاستثمارات الأجنبية في القطاع.
من جانبه، أشاد "أنطوني فيليبسون" بالجهود المصرية في تطوير القطاع الزراعي وما تحقق من إنجازات على أرض الواقع، معتبرًا أن هذه الإصلاحات تمثل بيئة جاذبة للشركات البريطانية الراغبة في الاستثمار داخل مصر. وأوضح أن هناك اهتمامًا متزايدًا من جانب القطاع الخاص البريطاني باستكشاف الفرص الواعدة في السوق المصري، لا سيما في ظل ما تتمتع به المنتجات الزراعية المصرية من سمعة جيدة وجودة عالية في الأسواق العالمية.
واتفق الجانبان على وضع آلية للتواصل المباشر عبر عقد اجتماعات فنية افتراضية (فيديو كونفرانس) بمشاركة ممثلين عن القطاعين العام والخاص من الجانبين، لبحث آليات تسهيل دخول المنتجات الزراعية المصرية إلى السوق البريطاني، وبما يسهم في تعزيز الميزان التجاري بين البلدين.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية بين مصر وبريطانيا تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، حيث يمثل القطاع الزراعي أحد أبرز مجالات التعاون الواعدة نظرًا لأهميته في دعم الأمن الغذائي العالمي ومواجهة تداعيات التغير المناخي. كما يعكس الاجتماع اهتمام الجانبين ببلورة شراكات استراتيجية طويلة المدى تعود بالنفع على المزارعين والمستثمرين وتدعم استقرار الأسواق.
ويؤكد الخبراء أن مثل هذه اللقاءات الثنائية، على هامش المحافل الدولية الكبرى كاجتماعات مجموعة العشرين، توفر فرصة ثمينة لتبادل الرؤى والتجارب وبناء تحالفات جديدة، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر الزراعية إقليميًا ودوليًا، ويعزز في الوقت نفسه فرص التصدير والنفاذ إلى أسواق جديدة، وفي مقدمتها السوق البريطاني الذي يتميز بطلب متزايد على الفواكه الطازجة عالية الجودة.
وبذلك، يفتح هذا الحوار المصري البريطاني آفاقًا رحبة لتطوير قطاع الزراعة وتحقيق مكاسب متبادلة، سواء من خلال تبادل التكنولوجيا والخبرات أو عبر دعم الاستثمارات المشتركة التي تخدم أهداف التنمية المستدامة.
