اليوان الصيني يتراجع تحت ضغط قوة الدولار رغم دعم هونج كونج
تراجع اليوان الصيني في الأسواق الخارجية اليوم الجمعة إلى ما دون مستوى 7.11 مقابل الدولار، مواصلاً خسائره للجلسة الثانية على التوالي، مع صعود العملة الأمريكية بعد إشارة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى اتباع نهج أكثر حذراً في دورة التيسير النقدي.
وجاء هذا التراجع بعد أن خفّض الفيدرالي يوم الأربعاء سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في خطوة اعتبرت محفزًا مؤقتًا للأسواق، قبل أن يعاود الدولار تعزيز قوته مع استمرار المستثمرين في تقييم أثر هذه القرارات على الاقتصاد العالمي.
دعم جزئي من هونج كونج
رغم الضغوط الناتجة عن قوة الدولار، عوّضت التطورات القادمة من هونج كونج جزءاً من خسائر العملة الصينية. فقد أعلنت السلطات هناك عن خطط لتوسيع استخدام الرنمينبي دولياً من خلال إصدار سندات إضافية مقوّمة باليوان، وتسوية جزء من النفقات الحكومية بالعملة الصينية، وهو ما يعكس جهود بكين لتعزيز مكانة اليوان في النظام المالي العالمي وتعزيز دوره كعملة احتياطية.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل رسالة واضحة للأسواق بأن الصين ملتزمة بدعم عملتها على المدى المتوسط، خصوصًا في ظل الضغوط الناتجة عن قوة الدولار الأمريكي وتقلبات الأسواق العالمية.
التوقعات وأسعار الفائدة
تتجه أنظار المستثمرين إلى أسعار الفائدة الرئيسية على القروض التي ستُعلن خلال عطلة نهاية الأسبوع في الصين، والتي ستشكل مؤشرًا رئيسيًا على توجهات السياسة النقدية للفترة المقبلة. وتشير التقديرات إلى أن بنك الشعب الصيني سيستمر في الحفاظ على موقفه الحذر، مع إمكانية اتباع المزيد من التيسير النقدي إذا اقتضت الظروف الاقتصادية ذلك.
وبالرغم من التراجعات الأخيرة، لا يزال اليوان يسير نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، وهو ما يعكس توازن السوق بين قوة الدولار الأمريكي وجهود الصين لدعم عملتها، مع ترقب المستثمرين لأي إشارات إضافية من بنك الشعب الصيني بشأن السياسات النقدية والتدابير الاقتصادية الجديدة.
تحليل الأسواق
يرى خبراء الاقتصاد أن أداء اليوان يعكس حالياً تأثير مزدوج:
ضغط الدولار الأمريكي القوي: مع توقعات باستمرار تخفيضات الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، مما يجعل الدولار جذابًا نسبيًا مقابل العملات الأخرى.
جهود الصين لدعم عملتها: عبر توسعة نطاق استخدام اليوان دولياً في المعاملات المالية والسندات الحكومية، وهو ما يخفف من أثر تراجع العملة في الأسواق الخارجية ويمنحها دعمًا جزئيًا.
كما يوضح المحللون أن حالة عدم اليقين حاليًا تجعل المستثمرين يتابعون أي تطورات عن قرب، حيث يمكن لأي إشارات من بنك الشعب الصيني أو تحركات جديدة في هونج كونج أن تؤثر مباشرة على سعر الصرف في الأسواق العالمية.
نظرة مستقبلية
يبقى اليوان في نطاق تذبذب معتدل خلال الفترة القادمة، مع مراقبة حثيثة من المستثمرين لتطورات أسعار الفائدة وسياسات التيسير النقدي في كل من الصين والولايات المتحدة. وفي حال استمرار دعم هونج كونج لليوان دوليًا، قد يتمكن من الحفاظ على استقراره النسبي رغم ضغوط الدولار.
