البتكوين تقفز إلى 114 ألف دولار وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية

سجلت عملة البتكوين، كبرى العملات المشفرة في العالم، ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات صباح الخميس في الأسواق الآسيوية، حيث جرى تداولها عند مستوى 114,200 دولار، بزيادة قدرها 2.4% خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وفقاً لبيانات منصة "كوين ديسك" المتخصصة في تتبع أسعار الأصول الرقمية.
ويأتي هذا الارتفاع في وقت تتزايد فيه رهانات المستثمرين على اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب، في ظل إشارات متباينة بشأن مسار التضخم والنمو الاقتصادي. ويُنظر إلى خفض الفائدة باعتباره عاملاً داعماً للأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة، إذ يعزز من جاذبيتها مقارنة بالأدوات الاستثمارية التقليدية.
وأشارت تقارير مالية إلى أن البيتكوين تمكنت خلال الأسابيع الأخيرة من استعادة موجة صعود قوية، بعدما كانت قد تعرضت لفترات من التذبذب الحاد، مدعومةً بارتفاع شهية المستثمرين العالميين نحو الأصول البديلة، إضافة إلى التوسع في تبني الصناديق الاستثمارية المتداولة للعملة المشفرة في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا.
ويرى محللون أن تجاوز البيتكوين لمستوى 114 ألف دولار يمثل إشارة قوية على استمرار الثقة في العملة الرقمية رغم التقلبات، حيث ساهمت التوقعات بتيسير السياسة النقدية الأمريكية في دفع المستثمرين نحو تعزيز مراكزهم الشرائية. كما أن توقعات ارتفاع الطلب من جانب المؤسسات المالية الكبرى يضيف زخماً إضافياً للمكاسب الأخيرة.
في المقابل، حذر خبراء من أن سوق العملات المشفرة ما يزال عرضة للتقلبات المفاجئة، خاصة مع ترقب بيانات اقتصادية أمريكية هامة خلال الأيام المقبلة، مثل تقارير التضخم ومؤشرات مبيعات التجزئة، التي قد تُعيد رسم ملامح السياسة النقدية للفيدرالي.
وأشار مراقبون إلى أن الصعود الأخير للبيتكوين ترافق مع تحركات إيجابية لبقية العملات المشفرة الرئيسية، إذ ارتفعت الإيثريوم والريبل واللايتكوين بنسب متفاوتة، ما يعكس حالة من الانتعاش الجماعي في السوق. كما لفتت تقارير إلى أن بعض المستثمرين الأفراد ضاعفوا استثماراتهم خلال الأيام الأخيرة، مدفوعين بآمال تحقيق مكاسب سريعة، بينما واصلت المؤسسات الكبرى تبني استراتيجيات طويلة الأمد مبنية على توسع سوق الأصول الرقمية.
ويرى خبراء أن المسار المستقبلي للبيتكوين سيظل مرتبطاً بقرارات الفيدرالي الأمريكي إلى حد كبير، بجانب عوامل أخرى مثل تطورات القوانين المنظمة لسوق العملات الرقمية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. كما أن التوسع في استخدام تقنيات "البلوكتشين" في مجالات التمويل والخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية يُعد عاملاً داعماً للطلب على العملات المشفرة.
ويؤكد محللون أن وصول البيتكوين إلى مستويات قياسية جديدة ليس مستبعداً إذا ما قرر الفيدرالي خفض الفائدة بالفعل، وهو ما قد يفتح الباب أمام موجة استثمارية جديدة تعزز مكانة العملة الرقمية كأصل بديل رئيسي في النظام المالي العالمي.