استقرار الدولار وتراجع اليورو أمام الدينار الكويتي في تعاملات اليوم

شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار الكويتي تبايناً خلال تعاملات اليوم الخميس، حيث استقر سعر صرف الدولار الأمريكي عند مستوى 0.304 دينار، في حين سجل اليورو تراجعاً بنسبة 0.13% ليصل إلى مستوى 0.356 دينار مقارنة بمستوياته يوم أمس، وفقاً للنشرة اليومية الصادرة عن بنك الكويت المركزي.
ويأتي استقرار سعر الدولار مقابل الدينار في ظل توجهات الأسواق العالمية التي تترقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، حيث ما تزال المؤشرات متباينة حول ما إذا كان الفيدرالي سيواصل سياسته النقدية المتشددة أم يتجه إلى خفض تدريجي للفائدة بهدف تحفيز النمو الاقتصادي.
أما تراجع اليورو أمام الدينار الكويتي فقد جاء متزامناً مع ضغوط متصاعدة على العملة الأوروبية الموحدة في أسواق المال العالمية، مدفوعاً بعوامل عدة أبرزها المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في منطقة اليورو، والتباين في سياسات البنوك المركزية الأوروبية مقارنة مع نظيرتها الأمريكية.
وأشار محللون ماليون إلى أن استمرار استقرار الدولار مقابل الدينار الكويتي يعكس قوة السياسة النقدية والمالية التي ينتهجها بنك الكويت المركزي، والذي يعمل على توفير بيئة نقدية مستقرة تدعم الاقتصاد المحلي وتحافظ على مستويات التضخم ضمن الحدود الآمنة. كما يعكس هذا الاستقرار مرونة الدينار الكويتي كإحدى العملات الخليجية القوية المدعومة باحتياطيات نقدية وفيرة وسياسات اقتصادية متوازنة.
من ناحية أخرى، أوضح خبراء أن تراجع اليورو مقابل الدينار قد يوفر فرصاً للمستوردين الكويتيين الذين يتعاملون مع السوق الأوروبية، حيث يقلل من تكلفة الاستيراد ويمنحهم هامشاً أكبر للتحرك في الأسواق المحلية. إلا أن هذا التراجع قد يثير مخاوف لدى بعض المستثمرين الذين يحتفظون بأصول مقومة باليورو خشية استمرار الضغوط على العملة الأوروبية.
كما لفت مراقبون إلى أن أسعار العملات الأجنبية في السوق الكويتي ما تزال متأثرة بشكل مباشر بالتطورات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك التغيرات في أسعار النفط، والتحركات الجيوسياسية، والتقلبات في الأسواق المالية العالمية. ويؤكد محللون أن التوقعات للفترة المقبلة ستظل مرتبطة بقرارات البنوك المركزية الكبرى، خاصة الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، ومدى تأثيرها على مسار أسعار الصرف العالمية.
وفيما يخص العملات الأخرى، أشار بنك الكويت المركزي في نشرته إلى أن سعر صرف الجنيه الإسترليني شهد تراجعاً طفيفاً ليبلغ 0.421 دينار، بينما استقر الين الياباني عند مستوى 0.002 دينار، وكذلك استقر الفرنك السويسري عند 0.375 دينار.
ويؤكد خبراء أن استمرار الكويت في نهجها القائم على ربط الدينار بسلة من العملات الأجنبية الرئيسية يسهم في تعزيز استقرار العملة المحلية، ويحد من تقلبات السوق، ويمنح الاقتصاد الكويتي ميزة تنافسية على المدى الطويل.