اليوان الصيني يسجل أعلى مستوى بدعم من صعود الأسهم وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

حقق اليوان الصيني اليوم الخميس أعلى مستوى له في نحو 11 شهرًا أمام الدولار الأمريكي، مستفيدًا من موجة صعود قوية في أسواق الأسهم الصينية، بالتوازي مع تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وسجل سعر صرف اليوان في التعاملات الداخلية 7.1160 للدولار، وهو الأقوى منذ 5 نوفمبر 2024، قبل أن يتراجع بشكل طفيف بنسبة 0.01% ليصل إلى 7.1216 بحلول الساعة 03:05 صباحًا بتوقيت غرينتش. كما ارتفع اليوان في السوق الخارجية بنسبة 0.03% ليسجل 7.1191 للدولار خلال التعاملات الآسيوية، ما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار الاتجاه الصعودي للعملة الصينية.
أسواق الأسهم تقود الدعم للعملة
تزامن الأداء القوي لليوان مع ارتفاع ملحوظ في مؤشرات الأسهم الصينية، حيث صعد مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.1% يوم الخميس، مسجلًا مكاسب إجمالية تصل إلى 27% منذ أدنى مستوياته في أبريل الماضي، ليقترب من أعلى مستوى له في عشر سنوات والمسجل في أغسطس. ويرجع المحللون هذا الصعود إلى تدفقات استثمارية قوية مدفوعة بالرافعة المالية، بجانب التفاؤل المتزايد تجاه تطورات الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن الخطوات الحكومية الهادفة إلى تقليص المنافسة المفرطة في قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا والعقارات والخدمات.
دور السياسة النقدية الصينية
منذ مايو الماضي، سمح بنك الشعب الصيني (المركزي) بقدر أكبر من المرونة في سعر صرف اليوان، عبر تحديد أسعار تثبيت يومية أقل، بما يعكس توجهًا لدعم قوة العملة في مواجهة الدولار. وحدد البنك يوم الخميس سعر المنتصف عند 7.1034 للدولار، وهو أقوى بـ123 نقطة أساس من التقديرات التي نشرتها «رويترز»، وبفارق طفيف عن القمة المسجلة مطلع الأسبوع. ويسمح البنك المركزي بتداول العملة في نطاق ±2% حول سعر المنتصف، وهو ما يضع الحد الأدنى عند 7.2455 للدولار. هذه السياسة تُظهر رغبة بكين في الحفاظ على استقرار العملة، مع إعطائها هامشًا للتحرك بما يخدم مصالح الاقتصاد المحلي.
العوامل الخارجية وضغوط الدولار
في المقابل، ظل مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية – مستقرًا خلال التعاملات، بعدما أظهرت بيانات أميركية تراجعًا مفاجئًا في أسعار المنتجين خلال أغسطس. وقد عزز ذلك من احتمالات أن يتجه الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة قريبًا، وهو ما يمثل عاملاً داعمًا للعملات الآسيوية وعلى رأسها اليوان.
ووفقًا لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، تسعّر الأسواق بنسبة شبه كاملة خفضًا لا يقل عن 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المقرر الأسبوع المقبل، فيما تبقى احتمالية محدودة تبلغ 8% لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.
تداعيات على الأسواق العالمية
ويشير محللون إلى أن اليوان القوي قد يمنح المستوردين الصينيين قدرة أكبر على خفض تكاليف السلع الأساسية، بينما قد يزيد الضغط على الصادرات التي تعتمد على الأسعار التنافسية. ومع ذلك، فإن دعم الحكومة لأسواق الأسهم وإشارات البنك المركزي إلى السماح بمرونة مدروسة للعملة يعكسان رغبة بكين في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي ضغوطًا من التضخم وتباطؤ النمو.