خام الحديد يواصل مكاسبه للجلسة السادسة بدعم انتعاش الطلب الصيني

واصلت أسعار خام الحديد ارتفاعها لليوم السادس على التوالي، لتقترب من تسجيل أعلى مستوى إغلاق لها في أكثر من ستة أشهر، وسط مؤشرات قوية على تعافي الطلب الصيني على المواد الخام المستخدمة في صناعة الصلب، وتزايد التفاؤل في الأسواق العالمية بشأن توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
ويرى محللون أن الزيادة الأخيرة في الأسعار ترتبط بشكل أساسي بانتعاش نشاط قطاع العقارات والبنية التحتية في الصين، أكبر مستهلك للحديد في العالم، إذ أظهرت بيانات حديثة ارتفاع وتيرة الاستثمار في مشروعات الإسكان والإنشاءات العامة، مما عزز من الطلب على منتجات الصلب وبالتالي على خام الحديد.
كما ساهمت القرارات الأخيرة للحكومة الصينية بضخ حزم تحفيزية لدعم الاقتصاد وتخفيف الضغوط التمويلية على شركات التطوير العقاري في تعزيز ثقة المستثمرين والموردين، الأمر الذي انعكس مباشرة على حركة أسعار الخام في الأسواق العالمية.
وبحسب تقارير الأسواق، ارتفعت عقود خام الحديد تسليم نوفمبر في بورصة سنغافورة بنسبة تجاوزت 2% خلال تعاملات اليوم، لتسجل نحو 122 دولارًا للطن، وهو أعلى مستوى لها منذ مارس الماضي، وسط توقعات باستمرار الزخم الصعودي في حال استمرت وتيرة الطلب الصيني القوي.
ويمثل هذا الارتفاع أطول سلسلة مكاسب يومية للخام منذ بداية العام الجاري، ما يعكس حالة التفاؤل المتنامية لدى المتعاملين بشأن مستقبل الطلب العالمي على الصلب، خاصة مع اقتراب موسم ذروة البناء في الصين.
وعلى الجانب الآخر، تعززت مكاسب خام الحديد من التوقعات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة قريبًا، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي الأمريكي والحد من تباطؤ النشاط الصناعي.
ويرى محللون أن أي خفض في أسعار الفائدة سيؤدي إلى تعزيز الإنفاق الاستثماري وتحفيز الطلب العالمي على السلع الأساسية، بما في ذلك المعادن الصناعية، وهو ما قد يمنح أسعار خام الحديد دفعة إضافية خلال الأشهر المقبلة.
ورغم موجة الصعود الحالية، يحذر بعض الخبراء من أن استمرار الضغوط على الاقتصاد الصيني، خاصة في قطاع العقارات المثقل بالديون، قد يحد من استدامة هذه المكاسب. كما أن زيادة المعروض من بعض المنتجين الرئيسيين مثل أستراليا والبرازيل قد تمثل عاملًا معاكسًا قد يكبح جماح الأسعار إذا لم يتوازَ مع نمو الطلب.
ويتوقع خبراء أن يظل خام الحديد في مسار صعودي على المدى القصير، مدفوعًا بعوامل الطلب الصيني والسياسات النقدية التيسيرية عالميًا، إلا أن استقرار الأسعار على المدى المتوسط والطويل سيتوقف على قدرة الصين على معالجة أزماتها العقارية، ومدى مرونة الاقتصاد العالمي في مواجهة التباطؤ الصناعي.
ويؤكد محللو السلع الأساسية أن أي تحولات جديدة في السياسات الاقتصادية الصينية أو توجهات الفيدرالي الأمريكي ستكون محددات رئيسية لمسار أسعار الخام خلال الفترة المقبلة، في وقت تظل فيه الأسواق شديدة الحساسية للتغيرات الاقتصادية والمالية العالمية.