علاء فاروق: القطاع الزراعي ركيزة أساسية لتعزيز العلاقات المصرية التونسية

استقبل علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وفدًا تونسيًا رفيع المستوى برئاسة سمير ماجول، رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، وبحضور السفير محمد بن يوسف سفير تونس في القاهرة، والسفير باسم حسن سفير مصر لدى تونس، لبحث آفاق جديدة للتعاون الزراعي بين البلدين. وجاء اللقاء في إطار الحرص المشترك على تعزيز الاستثمارات الزراعية وتبادل الخبرات بما يحقق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة لمصر وتونس.
ناقش الاجتماع فرص إقامة مشروعات زراعية واستثمارية متكاملة تستند إلى المزايا النسبية للبلدين، خاصة في مجالات زراعة الزيتون وإنتاج التمور وبنجر السكر، إلى جانب الصناعات الغذائية القائمة عليها. وأكد الجانبان أهمية تبادل الخبرات في مجال استصلاح الأراضي الصحراوية وتوظيف التكنولوجيا الزراعية الحديثة بما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق قيمة مضافة عالية.
وأشار الوزير علاء فاروق إلى أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في تنفيذ مشروعات زراعية عملاقة خلال السنوات الأخيرة، شملت استصلاح مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية، والتوسع في إنتاج المحاصيل الاستراتيجية، فضلاً عن تطبيق منظومات الري الحديثة والتوسع في مشروعات الصوب الزراعية. وأكد أن هذه الإنجازات جاءت بفضل الدعم غير المسبوق من الرئيس عبدالفتاح السيسي وحرص القيادة السياسية على جعل الأمن الغذائي أحد ركائز الأمن القومي.
وأوضح فاروق أن وزارة الزراعة على استعداد لتقديم كافة التسهيلات والدعم الفني للجانب التونسي، سواء في صورة استشارات فنية أو شراكات مع مؤسسات بحثية ومراكز تدريب زراعي مصرية، مؤكدًا أن الدولة المصرية حريصة على خلق مناخ جاذب للاستثمار الزراعي، خاصة مع ما يمتلكه هذا القطاع من فرص واعدة في مجالات المحاصيل الاستراتيجية والتصنيع الزراعي.
من جانبه، أشاد رئيس الوفد التونسي سمير ماجول بالنهضة الزراعية الكبرى التي تشهدها مصر، مؤكداً أن بلاده تتطلع إلى الاستفادة من الخبرات المصرية في تنفيذ مشروعات تنموية مشابهة. وأضاف أن اللقاء يمثل خطوة أولى نحو فتح آفاق تعاون أوسع، خاصة مع ما توفره مصر من بنية تحتية متطورة ومناخ استثماري ملائم، وهو ما يعزز فرص إقامة مشروعات ثنائية تحقق مصالح الشعبين.
وفي ختام اللقاء، اتفق الطرفان على تنظيم زيارات ميدانية للوفد التونسي خلال اليومين المقبلين، تشمل مواقع زراعة وإنتاج سكر البنجر وبعض المناطق الصالحة لزراعة الزيتون، تمهيدًا للشروع في خطوات عملية لتنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة.
ويأتي هذا اللقاء في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين مصر وتونس، حيث يمثل القطاع الزراعي مجالاً استراتيجيًا لتعزيز الشراكة الاقتصادية. وتؤكد هذه الخطوة التوجه المصري نحو دعم التكامل العربي في مجال الأمن الغذائي، في وقت يشهد فيه العالم تحديات متزايدة تتعلق بتغير المناخ وارتفاع أسعار الغذاء وتراجع سلاسل الإمداد العالمية.