أسعار النفط ترتفع مع مخاوف العقوبات على روسيا رغم زيادة إنتاج "أوبك+"

سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات صباح الاثنين بنسبة تجاوزت 1%، لتتعافى جزئيًا من خسائر الأسبوع الماضي، مدعومة بتصاعد المخاوف بشأن مستقبل الإمدادات الروسية في ظل هجوم جوي واسع شنته موسكو على أوكرانيا، وذلك رغم إعلان تحالف "أوبك+" عن زيادة جديدة في الإنتاج.
وارتفع خام برنت القياسي بمقدار 80 سنتًا أو ما يعادل 1.2% ليصل إلى 66.30 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 03:45 بتوقيت غرينتش، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 75 سنتًا أو 1.2% مسجلًا 62.62 دولارًا للبرميل. ويأتي هذا الارتفاع بعد أن تكبدت الأسعار الأسبوع الماضي خسائر تجاوزت 3% عقب صدور بيانات ضعيفة حول سوق العمل الأمريكي، مما ألقى بظلال سلبية على توقعات الطلب العالمي على الطاقة.
وأعلن تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للنفط وعددًا من الحلفاء بقيادة روسيا، أنه سيرفع إنتاجه بدءًا من أكتوبر المقبل ولكن بوتيرة أبطأ من الشهور السابقة، حيث قررت ثمانية من الدول الأعضاء زيادة إنتاجها بمقدار 137 ألف برميل يوميًا فقط. ويعد هذا الرقم أقل بكثير من الزيادات التي تجاوزت 555 ألف برميل يوميًا في أغسطس وسبتمبر، الأمر الذي اعتبره محللون عاملًا داعمًا للأسعار في الأسواق.
المحلل الاقتصادي ساتورو يوشيدا من شركة "راكوتين سيكيوريتيز" أوضح أن التباطؤ في زيادة الإنتاج، بالتزامن مع غياب مؤشرات حقيقية على قرب التوصل إلى تسوية في الحرب الروسية – الأوكرانية، عزز من المخاوف بشأن وفرة المعروض العالمي. وأضاف أن "الأسواق لم تتأثر فقط بقرار أوبك+، بل أيضًا بالتصعيد الروسي الأخير الذي قد يحد من تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية".
وكانت روسيا قد نفذت أكبر هجوم جوي على كييف منذ اندلاع الحرب، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص واشتعال النيران في أحد المباني الحكومية وسط العاصمة الأوكرانية، وهو ما أثار تكهنات بشأن إمكانية فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات أكثر صرامة على قطاع الطاقة الروسي.
وفي السياق السياسي، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن وفودًا أوروبية ستزور واشنطن مطلع الأسبوع الجاري لمناقشة سبل إنهاء الحرب، مؤكدًا أنه "غير راضٍ" عن الوضع الحالي لكنه متفائل بقرب التوصل إلى تسوية سياسية.
وبحسب خبراء الطاقة، فإن السوق استفادت أيضًا من انتعاش فني بعد هبوط الأسعار الحاد نهاية الأسبوع الماضي، في حين توقعت مؤسسة "غولدمان ساكس" بقاء متوسط الأسعار في العام المقبل دون تغيير، مع تقديرات ببلوغ خام برنت 56 دولارًا وغرب تكساس 52 دولارًا للبرميل في عام 2026. وأشارت المؤسسة إلى أن فائض المعروض النفطي قد يرتفع قليلًا نتيجة زيادة الإمدادات من الأمريكيتين، رغم تراجع التوقعات بشأن الإمدادات الروسية.
ويظل مستقبل أسعار النفط مرهونًا بعدة عوامل متشابكة، أبرزها مسار الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية المحتملة على موسكو، بجانب قرارات إنتاج "أوبك+"، إضافة إلى البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة والصين التي تعكس اتجاهات الطلب العالمي.