اليوان الصيني يسجل أعلى مستوى في أسبوع بدعم سياسات البنك المركزي رغم تباطؤ الصادرات

سجّل اليوان الصيني اليوم الاثنين ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال أسبوع، رغم البيانات الاقتصادية التي أظهرت تباطؤ نمو الصادرات لأدنى معدل في ستة أشهر. ويأتي هذا الأداء مدفوعًا بتدخلات البنوك الحكومية الصينية وتوجهات بنك الشعب الصيني (المركزي) في تحديد سعر مرجعي قوي يعكس رغبة السلطات النقدية في الحفاظ على استقرار العملة.
فقد لامس اليوان مستوى 7.1300 مقابل الدولار خلال الساعة الأولى من التعاملات، وهو أقوى مستوى للعملة منذ بداية الأسبوع الماضي، قبل أن يتراجع بشكل طفيف بنسبة 0.04% إلى 7.1351 بحلول الساعة 02:55 بتوقيت غرينتش. أما في السوق الخارجي، فقد تم تداول العملة عند 7.132 للدولار، منخفضة بنحو 0.06% في التعاملات الآسيوية.
ويأتي هذا الصعود في وقت تعاني فيه الصادرات الصينية من تباطؤ واضح؛ إذ أظهرت بيانات شهر أغسطس 2025 أن نمو الصادرات بلغ 4.4% على أساس سنوي، وهو أبطأ معدل منذ فبراير الماضي، متأثرًا بانخفاض الشحنات إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء الدعم المؤقت الناتج عن هدنة التعريفات الجمركية. كما تباطأ نمو الواردات إلى 1.3% فقط مقارنة بالشهر السابق، في مؤشر على ضعف الطلب المحلي.
وقال محللون في شركة CICC إن قوة اليوان قد لا تستمر بالزخم ذاته، خاصة مع لجوء البنوك الكبرى إلى شراء الدولار عند انخفاض الأسعار، مشيرين إلى أن ضعف شهية المخاطرة المحلية يمثل عامل ضغط إضافيًا. وأضافوا أن العملة قد تظل ضمن نطاق تداول ضيق حتى تتحسن الظروف الاقتصادية الداخلية أو تظهر محفزات خارجية مثل ضعف الدولار أو زيادة تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية.
من جهته، أعلن بنك الشعب الصيني قبل افتتاح السوق تثبيت سعر اليوان المرجعي عند 7.1029 للدولار، وهو الأقوى منذ نوفمبر 2024، وجاء أقوى من توقعات السوق بـ288 نقطة. ويسمح المركزي الصيني بتقلب سعر العملة بنسبة ±2% حول المستوى المرجعي، ما يتيح لها الهبوط حتى 7.2450 للدولار. ويرى محللو غولدمان ساكس أن هذه التثبيتات القوية تعكس "دفعًا سياسيًا منظمًا"، ربما يهدف إلى إدارة توقعات الأسواق بشأن قوة العملة مستقبلًا، لا سيما مع ترجيحات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة المقبلة.
على الصعيد الدولي، كان مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية مستقرًا بعد أن تراجع بشكل حاد يوم الجمعة الماضي، متأثرًا بصدور بيانات سلبية عن سوق العمل الأمريكي. وتشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تسعّر بالكامل خفضًا في الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، مع احتمال ضعيف بنسبة 8% لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، في حين يتوقع المستثمرون تخفيفًا نقديًا إجماليًا قدره 68 نقطة أساس بحلول نهاية العام.
ويشير مراقبون إلى أن استقرار اليوان عند مستويات قوية نسبيًا يعكس ثقة السلطات الصينية في قدرة الاقتصاد على امتصاص الصدمات الخارجية، ورغبتها في تقليل الضغوط التضخمية الناجمة عن الواردات. غير أن استمرار ضعف الصادرات وتراجع الطلب المحلي قد يحد من قدرة العملة على الحفاظ على هذا الاتجاه الصعودي لفترة طويلة، ما يجعل تحركات البنك المركزي حاسمة في المرحلة المقبلة.