الملاذ الآمن يزدهر مع تصاعد التوترات.. البنك المركزي الإماراتي يراكم الذهب بوتيرة قياسية
يشهد الذهب انتعاشًا مجددًا، فعندما تسوء الأوضاع العالمية، يلجأ المستثمرون إلى المعدن الذي لا يلين، وزاد مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي احتياطياته من الذهب بنحو 26% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، ليصل إجمالي حيازاته إلى 7.9 مليار دولار، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي والتوترات الجيوسياسية في دفع الطلب على أصول الملاذ الآمن.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن المصرف المركزي في نشرة مايو 2025، ارتفعت احتياطيات الذهب من 6.255 مليار دولار في نهاية عام 2024، مما يجعلها واحدة من أهم الزيادات في السنوات الأخيرة.
تتماشى هذه الخطوة مع التوجه العالمي نحو زيادة تراكم الذهب من قبل البنوك المركزية في ظل ارتفاع التضخم وتقلبات العملات والمخاطر الجيوسياسية.
ويأتي نمو احتياطيات الإمارات العربية المتحدة بالتزامن مع ارتفاع حاد في أسعار الذهب العالمية، التي ارتفعت بنحو 33% منذ بداية العام، لتصل إلى مستوى قياسي تجاوز 3500 دولار للأونصة.
في دبي، ارتفع سعر الذهب عيار 22 قيراطًا بمقدار 15.25 درهمًا إماراتيًا للغرام الأسبوع الماضي، من 376 درهمًا إلى 391.25 درهمًا، بزيادة قدرها 4.06%، مما يجعله قريبًا من عتبة 400 درهم للغرام.
ووفقًا لمجلس الذهب العالمي، ظلت البنوك المركزية مشتريةً صافيةً للذهب لأكثر من عقد، حيث بلغ متوسط صافي مشترياتها السنوية حوالي 1000 طن في السنوات الثلاث الماضية، أي ما يُقارب ضعف المتوسط المُسجل خلال العقد السابق.
أظهر أحدث استطلاع أجراه مجلس الذهب العالمي أن 95% من مديري احتياطيات البنوك المركزية يتوقعون ارتفاعًا أكبر في احتياطيات الذهب العالمية خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، بينما يُخطط 43% لزيادة مخصصاتهم الخاصة.
وتشير بيانات مجلس الذهب العالمي للنصف الأول من عام 2025 إلى انخفاض الطلب على المجوهرات الذهبية بنسبة 16% على أساس سنوي، بينما ارتفع الطلب على سبائك وعملات الذهب بنسبة 25%، مما يشير إلى زيادة النشاط الاستثماري.
وعلى الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة لم تكن تاريخيًا من بين أكبر مشتري القطاع الرسمي في العالم، إلا أنها رسخت مكانتها كمركز رئيسي لتجارة الذهب، متجاوزةً المملكة المتحدة لتصبح ثاني أكبر مركز عالمي وفي عام 2023، تعاملت الإمارات العربية المتحدة مع أكثر من 129 مليار دولار من تجارة الذهب.
وقال محللون إن تراكم الذهب من قِبل مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي يعكس استراتيجية طويلة الأجل تهدف إلى تعزيز المرونة المالية.
ويتزامن هذا التحول أيضًا مع تزايد الاهتمام بإلغاء الدولرة، حيث تسعى الاقتصادات الناشئة إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي.
وحفزت الصراعات في الشرق الأوسط، والحرب الدائرة في أوكرانيا، والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة صناديق الثروة السيادية على تنويع استثماراتها في الذهب والأصول البديلة.
وفي عام ٢٠٢١، أضافت البنوك المركزية ٤٦٣ طنًا من الذهب عالميًا، مسجلةً عودةً إلى صافي المشتريات بعد حالة عدم اليقين التي أحدثتها جائحة كوفيد-١٩ ومع ذلك، من المتوقع أن يكون حجم الشراء المستقبلي معتدلًا.
ويقول المحللون إن بيئة الاقتصاد الكلي المتغيرة قد تؤثر على استراتيجية الاحتياطي المستقبلية، ومع ذلك، يرى المحللون أن بيئة الاقتصاد الكلي المتغيرة قد تؤثر على استراتيجيات الاحتياطي المستقبلية.
ومع استمرار ارتفاع أسعار الذهب، يُصرّ المستثمرون على الاستثمار، لكن المستهلكين العاديين لا يزالون مترددين.
