"بيتكوين" تحت الضغط .. والذهب يقترب من تحقيق أعلى مستوى قياسي جديد
شهدت أسواق المال العالمية اليوم الجمعة، حالة من التباين الملحوظ بين أداء العملات الرقمية والذهب، حيث واصلت "بيتكوين" – أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية – محاولاتها للحفاظ على مكاسبها الأخيرة لكنها اصطدمت بموجة من عمليات البيع، في حين واصل الذهب مساره الصعودي مقتربًا من تسجيل مستوى قياسي جديد مع تنامي المخاوف الاقتصادية.
فقد تجاوزت عملة بيتكوين خلال التداولات مستوى 113 ألف دولار لفترة وجيزة، وهو ما اعتبره محللون مؤشرًا على محاولات استعادة الزخم الإيجابي. غير أن موجة بيع لاحقة دفعتها للتراجع إلى نحو 111 ألفًا و800 دولار، بانخفاض بلغت نسبته نحو 0.7% خلال الـ 24 ساعة الأخيرة. ويعزو خبراء السوق هذا التراجع إلى جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد الارتفاعات الأخيرة، إضافة إلى حالة الحذر التي تسود الأسواق مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية المقبلة.
كما تأثرت باقي العملات الرقمية بحالة الضعف ذاتها، إذ فقدت "إيثريوم" نحو 1.1% من قيمتها لتتداول بالقرب من 3250 دولارًا، فيما تراجعت "سولانا" و"ريبل" بنسب تتراوح بين 0.5% و1%، ما يعكس استمرار الضغوط البيعية التي تلاحق هذا القطاع منذ بداية الأسبوع. ويرى مراقبون أن حالة عدم اليقين بشأن سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تلقي بظلالها على الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية، حيث يفضل المستثمرون التحوط في الأصول الآمنة.
وعلى الجانب الآخر، واصل الذهب صعوده مقتربًا من تحقيق مستوى قياسي جديد، إذ ارتفع سعر الأونصة بنحو 0.6% ليصل إلى 2465 دولارًا، وهو مستوى لم يبتعد كثيرًا عن الرقم التاريخي البالغ 2480 دولارًا الذي سجله المعدن النفيس في وقت سابق من الشهر الجاري. ويعكس هذا الارتفاع المتواصل تزايد إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن وسط التوترات السياسية والاقتصادية العالمية، إلى جانب استمرار حالة الترقب لبيانات التضخم التي قد تؤثر على توجهات السياسة النقدية الأمريكية.
ويؤكد محللون أن الاتجاه الصعودي للذهب يأتي مدعومًا بعدة عوامل، من بينها التراجع النسبي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية واستمرار الطلب القوي من البنوك المركزية حول العالم، خصوصًا في الأسواق الناشئة التي تسعى إلى تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار. كما أن التوترات الجيوسياسية في مناطق عدة من العالم تعزز من مكانة المعدن الأصفر كأداة للتحوط ضد المخاطر.
ويرى خبراء أن المشهد الحالي يعكس التباين الواضح بين الأصول الرقمية والمعدنية، حيث يظل الذهب المستفيد الأكبر من حالة عدم اليقين، بينما تواصل العملات الرقمية تقلباتها الحادة استجابةً لتغيرات السيولة وتوجهات المستثمرين.
ومع اقتراب موعد صدور بيانات التضخم الأمريكية، يتوقع أن تشهد الأسواق مزيدًا من التحركات الحادة سواء في الذهب أو العملات الرقمية، حيث ستحدد الأرقام المنتظرة مسار الدولار وأسعار الفائدة، وبالتالي اتجاهات المستثمرين نحو الأصول الآمنة أو عالية المخاطر.
