ضربة قاضية للدولار وعودة منتظرة للجنيه.. تحديات حسن عبدالله في الولاية الجديدة

بعد ما نجح في إطفاء أكبر حريق اقتصادي واجه مصر.. وبعد ما قضى على السوق السوداء للدولار.. تم تجديد الثقة في "رجل المهام الصعبة".. حسن عبد الله.. محافظاً للبنك المركزي لولاية جديدة.. لكن السؤال الأهم دلوقتي.. هل المهمة الصعبة خلصت؟.. ولا اللي جاي أصعب؟.. وإيه هي التحديات الضخمة اللي مستنياه على مكتبه؟.. والأهم من كل ده.. إزغي حسن عبدالله هيعيد للجنية هيبته وهيوجه ضربة قاضية للدولار؟
عشان نكون منصفين.. لازم نقول إن السنوات اللى فاتت لحسن عبد الله كانت أشبه بمهمة رجل إطفاء.. دخل على حريق ضخم اسمه "أزمة العملة والسوق الموازية".. وبصراحة.. نجح في السيطرة على الحريق ده بامتياز.. حرر سعر الصرف.. ووفر سيولة دولارية ضخمة بعد صفقات تاريخية زي رأس الحكمة.. ورجع الثقة في الجنيه المصري.
لكن مهمة رجل الإطفاء بتخلص لما الحريق بينتهي.. وتبدأ مهمة المهندس اللي هيبني من جديد على أرض صلبة.. والولاية الجديدة لحسن عبد الله هي "مهمة المهندس".. ومطلوب منه يبني قلعة اقتصادية متينة.. والأساسات اللي هيبني عليها قدامها 3 تحديات رئيسية.. أو ممكن نسميهم 3 وحوش لازم يواجههم.
التحدي الأول.. "وحش التضخم" .. صحيح التضخم نزل من مستوياته التاريخية اللي كانت بتخوف.. لكنه لسه عالي.. والمواطن لسه بيحس بارتفاع الأسعار.. مهمة حسن عبد الله دلوقتي مش إنه يسيطر على التضخم وبس.. لأ.. مهمته إنه يوصل بيه لمستويات آمنة ومستقرة في خانة الآحاد.. يعني تحت الـ 10%.. وده تحدي صعب جداً.. لأنه هيضطر يفضل ماشي على حبل مشدود ما بين أسعار الفايدة العالية عشان يكبح التضخم.. وبين إنه يخفضها عشان يشجع الاستثمار.

التحدي التاني.. "تحريك عجلة الإنتاج".. أسعار الفايدة العالية اللي كانت علاج ضروري للتضخم.. ليها أثر جانبي.. وهو إنها بتخلي تكلفة الاقتراض على المصانع والشركات غالية جداً.. فمحدش بيتشجع ياخد قروض عشان يكبر شغله أو يفتح خطوط إنتاج جديدة.. التحدي الأكبر قدام حسن عبد الله هو إزاي يلاقي المعادلة السحرية.. اللي بيها يبدأ يخفض الفايدة بالتدريج عشان المصانع تشتغل وتنتج وتصدر.. من غير ما ده يرجع يصحي وحش التضخم من تاني.
التحدي التالت.. "فاتورة الديون الخارجية".. مصر عليها التزامات وديون خارجية لازم تسددها في مواعيدها.. صحيح السيولة الدولارية الحالية مديانا أريحية كبيرة.. لكن التحدي هو ضمان استمرارية التدفقات دي.. وإننا منرجعش تاني لنقطة الضغط على الاحتياطي النقدي.
لكن وسط كل التحديات دي.. حسن عبد الله قدامه فرصة من دهب.. فرصة تاريخية محدش من اللي قبله امتلكها.. وهي إنه يغير معادلة الدولار والجنيه للأبد.
لأول مرة.. محافظ البنك المركزي بيبدأ ولايته ومعاه "ترسانة أسلحة" ضخمة.. معاه احتياطي نقدي يقترب من 50 مليار دولار.. معاه ثقة دولية ومحلية غير مسبوقة.. ومفيش سوق موازية تضغط عليه.. يعني هو اللي معاه الكورة في ملعبه وهو اللي بيتحكم في قواعد اللعبة.
الفرصة التاريخية هنا هي التحول من "الدفاع" عن الجنيه.. إلى "الهجوم" لرفع قيمته الحقيقية.. وده مش هيحصل غير بحاجة واحدة.. زيادة المعروض من الدولار من مصادر حقيقية ومستدامة.
يعني بدل ما الدولار ييجي من قروض.. ييجي من استثمارات أجنبية مباشرة بتفتح مصانع وتشغل ناس.. بدل ما نعتمد على تحويلات المصريين بس.. نضاعف إيرادات السياحة والصادرات.. نعمق الصناعة المحلية عشان نقلل فاتورة الاستيراد
لو البنك المركزي.. بالتنسيق مع الحكومة.. قدر يستغل السيولة الحالية في تحفيز المصادر دي.. وقتها بس هنشوف المعروض من الدولار في السوق بيزيد بشكل حقيقي.. ولما المعروض يزيد.. السعر لازم ينزل.. وقتها ممكن نشوف الدولار بينزل لمستويات جديدة.. مش بقوة إدارية.. لكن بقوة الاقتصاد الحقيقي.. ودي هي الفرصة التاريخية اللي في إيد حسن عبد الله دلوقتي.
المؤكد ان الولاية الجديدة مش هتكون سهلة أبداً.. لكنها ممكن تكون الولاية اللي هتكتب شهادة ميلاد جديدة لقوة الجنيه المصري.