الإحصاء الكوري: تراجع صادرات الأغذية في يوليو جراء الرسوم الجمركية الأمريكية

أعلن المعهد الكوري للإحصاءات التجارية، اليوم الأربعاء، أن صادرات الأغذية الكورية الجنوبية إلى الولايات المتحدة سجلت تراجعًا ملحوظًا خلال شهر يوليو الماضي، في أول انخفاض لها على أساس سنوي منذ نحو عامين، نتيجة السياسات الجمركية الأمريكية الجديدة التي تستهدف مجموعة واسعة من السلع الأجنبية.
وأوضح المعهد أن حجم الصادرات الغذائية الكورية إلى السوق الأمريكية تراجع بنسبة بلغت نحو 5.8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ليصل إلى ما يقارب 750 مليون دولار، وذلك بعد أن كانت تلك الصادرات قد حققت نموًا متواصلًا منذ منتصف عام 2023. وأشار التقرير إلى أن السبب الرئيسي لهذا التراجع يعود إلى تطبيق واشنطن ما يعرف بـ"مخطط الرسوم الجمركية الشاملة"، الذي فرض زيادات على الرسوم المقررة على منتجات غذائية متنوعة.
وأضاف المعهد أن أبرز السلع التي تأثرت بالرسوم الجديدة شملت منتجات الألبان، والأغذية المعلبة، واللحوم المصنعة، والمشروبات الغازية، وهي من بين السلع الأكثر رواجًا لدى المستهلك الأمريكي. كما لفت إلى أن الصادرات الكورية من المأكولات البحرية شهدت كذلك انخفاضًا محدودًا، رغم استمرار الطلب عليها.
وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة الأمريكية أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية الكورية، نظرًا لأن الولايات المتحدة تعد من أهم الأسواق المستوردة للمنتجات الغذائية الكورية، حيث تمثل ما يقارب 23% من إجمالي صادرات الأغذية الكورية. واعتبر خبراء التجارة أن استمرار هذه الرسوم لفترة طويلة قد يؤثر سلبًا على معدلات النمو الكلي للصادرات، ويزيد من الضغوط على الشركات المنتجة.
وفي المقابل، تسعى الحكومة الكورية الجنوبية إلى مواجهة التداعيات عبر التفاوض مع واشنطن بشأن مراجعة بعض بنود الرسوم الجمركية، بجانب تعزيز استراتيجياتها التصديرية بتنويع الأسواق المستهدفة، بما في ذلك الأسواق الأوروبية والآسيوية، لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكي وحده. كما تعمل وزارة الزراعة والأغذية والشؤون الريفية على دعم الشركات المصدرة عبر برامج تمويل وتخفيض تكاليف الشحن والتخزين.
وأكد اقتصاديون أن هذا التراجع، رغم كونه الأول منذ عامين، لا يزال محدودًا مقارنة بحجم الصادرات الإجمالي، إلا أنه يمثل إشارة تحذيرية بشأن أثر السياسات الحمائية الأمريكية على التجارة الدولية. وأضافوا أن الحفاظ على القدرة التنافسية للمنتجات الكورية يتطلب تسريع الاستثمار في الجودة والتعبئة والتسويق الدولي، بما يتيح تعزيز حضورها في أسواق بديلة.
ويرى محللون أن هذه التطورات تعكس التحولات الجارية في السياسات التجارية الأمريكية، التي تستهدف تقليل الاعتماد على الواردات وحماية الصناعات المحلية، وهو ما يشكل تحديًا إضافيًا للشركات المصدرة في دول عدة، من بينها كوريا الجنوبية.