الثلاثاء 19 أغسطس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

النفط يتراجع مع ترقب محادثات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا

الثلاثاء 19/أغسطس/2025 - 09:39 ص
سعر النفط اليوم
سعر النفط اليوم

شهدت أسعار النفط تراجعاً في التعاملات الآسيوية المبكرة، يوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025، وسط ترقب الأسواق لجولة محادثات ثلاثية مرتقبة تجمع روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة. ويرى محللون أن هذه المحادثات قد تمهد الطريق نحو تسوية دبلوماسية للنزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما قد يفتح الباب أمام رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على صادرات الخام الروسي.

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.11% لتسجل 66.53 دولاراً للبرميل بحلول منتصف الليل بتوقيت غرينتش، متأثرة بزيادة التفاؤل حيال احتمالات التوصل إلى انفراجة في الأزمة الجيوسياسية. ويُعد هذا التراجع محدوداً نسبياً مقارنة بالتقلبات الحادة التي شهدتها السوق خلال الأشهر الماضية، إذ لا تزال المخاطر السياسية قائمة ما لم تتحول المحادثات إلى اتفاق فعلي.

ويترقب المستثمرون عن كثب نتائج المحادثات التي يُنتظر أن تعقد خلال الأسبوع الجاري في جنيف، وسط مؤشرات على وجود ضغوط أمريكية وأوروبية لدفع موسكو وكييف نحو وقف إطلاق النار، في خطوة قد تمهد لاحقاً لرفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية، بما في ذلك القيود المفروضة على قطاع الطاقة الروسي.

ويرى خبراء الطاقة أن أي انفراجة في الأزمة قد تسهم في عودة جزء من الإمدادات الروسية إلى الأسواق العالمية، وهو ما من شأنه أن يخفف من الضغوط على الأسعار، خاصة مع تباطؤ الطلب في بعض الاقتصادات الآسيوية نتيجة ضعف النمو.

يأتي هذا التراجع في أسعار النفط في وقت يشهد فيه السوق توازناً هشاً بين العوامل الأساسية، حيث تواصل منظمة "أوبك+" سياسة ضبط الإنتاج للحفاظ على استقرار السوق، في حين تثير التوقعات بتباطؤ الاقتصاد العالمي مخاوف من تراجع الطلب على الطاقة خلال النصف الثاني من 2025.

كما أن البيانات الأخيرة الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية أظهرت أن نمو الطلب العالمي على النفط تباطأ إلى 1.2 مليون برميل يومياً في يوليو، مقارنة بـ1.8 مليون برميل في يونيو، ما يعكس تراجعاً في وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي.

وفي حال نجاح المحادثات الثلاثية بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، فإن أسعار النفط قد تواجه ضغوطاً إضافية على المدى القصير، نتيجة زيادة المعروض في الأسواق. لكن في المقابل، فإن أي تعثر في المفاوضات قد يعيد إشعال المخاوف من اضطرابات إمدادات الطاقة، وهو ما سيدفع الأسعار للارتفاع مجدداً.

ويؤكد خبراء الطاقة أن السيناريو الأكثر ترجيحاً يتمثل في استمرار حالة التذبذب حتى تتضح نتائج المسار السياسي. كما أن قرارات السياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى جانب قوة الدولار، ستظل من بين العوامل المؤثرة في مسار أسعار الخام خلال الفترة المقبلة.