من قمة ألاسكا إلى وول ستريت.. الأسواق تترقب وأسعار النفط مستقرة

تسود حالة من الترقب الحذر في الأسواق العالمية مع بداية الأسبوع، في ظل تداخل العوامل الاقتصادية والمالية والسياسية التي تعيد رسم المشهد الاستثماري. وبينما أغلقت بورصة وول ستريت على تباين في الأداء، ظلّت أسعار النفط مستقرة عقب قمة ألاسكا التي جمعت الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، والتي ألقت بظلالها على ملف أوكرانيا وأوضاع الطاقة.
نتائج مالية قوية تدعم المعنويات
في الولايات المتحدة، أظهرت نتائج مالية قوية لعدد من الشركات الكبرى قدرة الاقتصاد على الصمود أمام الضغوط التضخمية، وهو ما انعكس على معنويات المستثمرين. فبرغم التراجع اليومي لمؤشري ناسداك وإس أند بي 500 يوم الجمعة الماضية، إلا أن الأسبوع انتهى بمكاسب ملحوظة مدفوعة بارتفاع مبيعات التجزئة. وحقق مؤشر داو جونز مكاسب طفيفة، مما ساعد على تهدئة المخاوف من تباطؤ اقتصادي واسع.
أما في السعودية، فقد واصلت الشركات المدرجة إعلان نتائج النصف الأول من عام 2025، حيث حققت شركات عدة نموًا لافتًا في الإيرادات والأرباح. وسجلت شركة يقين المالية ارتفاعًا في أرباحها الصافية بنسبة 44% لتصل إلى 12.8 مليون ريال مقارنة بـ8.9 مليون ريال في الفترة نفسها من العام الماضي، مدفوعة بزيادة الإيرادات بنسبة 19% بفضل ارتفاع رسوم الإدارة وإطلاق صناديق استثمارية جديدة.
وفي قطاع الطاقة، كشفت شركة الحفر العربية عن تمديد عقود 11 منصة حفر برية لعمليات الغاز مع شركة إس إل بي لمدة عام واحد، بما يمثل ما بين 15% و20% من إيرادات الشركة لعام 2024. ومن المتوقع أن يظهر الأثر المالي لهذا التمديد بدءًا من الربع الجاري، وهو ما يعكس استمرار الطلب على خدمات الحفر والتوسع في الاستثمارات بمجال الغاز والطاقة.
الاحتياطي الفيدرالي والعملات المشفرة
وفي خطوة مثيرة للأسواق المالية، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن إلغاء برنامج «الإشراف على الأنشطة المستحدثة» الذي أُطلق عام 2023 لمراقبة تعاملات العملات المشفرة داخل البنوك الأمريكية. وأكد المجلس أنه سيعمل على دمج الرقابة الخاصة بالعملات الرقمية ضمن الإجراءات المعتادة، بعد اكتساب خبرة واسعة حول المخاطر المرتبطة بالقطاع. هذه الخطوة تعكس تحولاً في السياسة الرقابية الأمريكية تجاه العملات المشفرة، ما قد يفتح المجال أمام توسع أكبر في أنشطة البنوك الاستثمارية بهذا القطاع.
قمة ألاسكا وأسعار النفط
على الصعيد الجيوسياسي، استحوذت قمة ألاسكا التي جمعت الرئيسين ترامب وبوتين على اهتمام واسع، خصوصًا فيما يتعلق بمحادثات أوكرانيا. ورغم الاتفاق على دفع المفاوضات نحو تسوية سلمية، فإن رد فعل أسواق النفط جاء محدودًا. فقد استقر خام برنت عند 65.85 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط نحو 62.80 دولارًا، ما يعكس أن الأسواق لم ترَ في القمة تطورات جذرية كفيلة بتحريك الأسعار بشكل كبير.
أسواق في انتظار الوضوح
يرى محللون أن الأسواق العالمية تتحرك حاليًا بين قوتين متضادتين: الأولى تتمثل في النتائج المالية الإيجابية للشركات الكبرى وتوقعات معتدلة بشأن الفائدة والتجارة، والثانية ترتبط بالمخاطر الجيوسياسية والديون الأمريكية المرتفعة. وبينما تظل معنويات المستثمرين مدعومة بمكاسب التجزئة وقوة بعض المؤشرات الاقتصادية، يبقى الحذر سيد الموقف في انتظار وضوح أكبر بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية والتطورات الدولية.