14.85 مليون برميل يوميًا.. الصين تزيد طاقة معالجة النفط في يوليو

شهدت الصين ارتفاعًا ملحوظًا في حجم معالجة النفط الخام خلال شهر يوليو 2025 بنسبة 8.9% على أساس سنوي، لتسجل 63.06 مليون طن، أي ما يعادل نحو 14.85 مليون برميل يوميًا، وفق بيانات صادرة عن المكتب الوطني للإحصاء. وجاء هذا النمو مدعومًا باستمرار المصافي الحكومية في تشغيل طاقاتها الإنتاجية بمستويات مرتفعة، رغم تباطؤ نسبي في المعدلات اليومية مقارنة بالشهر السابق.
وبحسب البيانات الرسمية، تراجع معدل المعالجة اليومي بنسبة 1.95% مقارنة بشهر يونيو 2025، الذي كان قد سجل أعلى مستوى منذ سبتمبر 2023. ويعكس هذا التراجع الشهري تأثيرات العوامل الموسمية وأعمال الصيانة الدورية، لكنه لم يمنع تسجيل زيادة سنوية قوية مدفوعة بارتفاع الطلب المحلي وتحسن صادرات المنتجات النفطية.
وأوضحت شركة الاستشارات الصينية "أويل كيم" أن معدل تشغيل المصافي في يوليو ارتفع إلى 71.84%، بزيادة 1.02 نقطة مئوية عن يونيو، و3.56 نقطة مئوية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس توجهًا واضحًا نحو الاستفادة القصوى من القدرات الإنتاجية لمواكبة الطلب المتزايد.
في المقابل، ارتفع إنتاج الصين من النفط الخام خلال يوليو بنسبة 1.2% على أساس سنوي، ليصل إلى 18.12 مليون طن، أي ما يعادل 4.27 مليون برميل يوميًا. كما شهدت الأشهر السبعة الأولى من 2025 زيادة طفيفة في الإنتاج بنسبة 1.3% لتسجل 126.6 مليون طن (4.36 مليون برميل يوميًا).
ويرى محللون أن استمرار الصين في رفع معدلات تشغيل المصافي يعكس استراتيجيتها في تأمين الإمدادات النفطية وتحقيق التوازن بين الإنتاج المحلي والاستيراد، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية والتقلبات التي يشهدها سوق الطاقة العالمي. كما تأتي هذه الزيادة وسط توقعات بارتفاع الطلب على الوقود في النصف الثاني من العام، مدفوعًا بنمو النشاط الصناعي وتحسن حركة النقل والمواصلات بعد تخفيف قيود بعض القطاعات.
ومن جانب آخر، أشار خبراء الطاقة إلى أن التوسع في المعالجة يتماشى مع خطط الصين لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتكرير النفط وتصدير المنتجات البترولية المكررة إلى الأسواق الآسيوية. كما أن ارتفاع معدلات التشغيل يشير إلى مرونة المصافي الصينية وقدرتها على التكيف مع متغيرات السوق العالمية، بما في ذلك تقلبات الأسعار وتغير أنماط الاستهلاك.
ورغم التباطؤ الطفيف في معدل المعالجة اليومي خلال يوليو، فإن الاتجاه العام يظل إيجابيًا، خاصة إذا استمرت الأسعار العالمية مستقرة نسبيًا وحافظت الحكومة الصينية على سياسات الدعم لقطاع الطاقة. ويتوقع مراقبون أن تواصل الصين تعزيز قدرات التكرير خلال الأشهر المقبلة، مستفيدة من الاستثمارات الجديدة في البنية التحتية للطاقة، ومن بينها مشاريع توسيع المصافي القائمة وبناء مصافي جديدة ذات تقنيات متقدمة لزيادة الكفاءة وخفض الانبعاثات.
وبذلك، تؤكد بيانات يوليو أن الصين لا تزال تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز أمنها الطاقوي وتحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي في قطاع النفط، في وقت يشهد فيه العالم إعادة تشكيل خريطة الطاقة نتيجة التحولات الاقتصادية والسياسية.