الأسهم الصينية تحقق أفضل أداء أسبوعي في تسعة أشهر رغم تباطؤ الاقتصاد
سجّلت مؤشرات الأسهم الصينية مكاسب قوية عند إغلاق تعاملات اليوم الجمعة، لتحقق أفضل أداء أسبوعي في نحو تسعة أشهر، وذلك رغم صدور بيانات اقتصادية أظهرت تباطؤ وتيرة نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة خلال يوليو الماضي.
وأغلق مؤشر "سي إس آي 300" – الذي يقيس أداء أكبر 300 شركة مدرجة في بورصتي شنغهاي وشنتشن – مرتفعًا بنسبة 0.7% عند مستوى 4202 نقطة، ليحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 2.4% هي الأعلى منذ أوائل نوفمبر الماضي.
كما صعد مؤشر "شنغهاي المركب" بنسبة 0.85% ليصل إلى 3696 نقطة، في حين ارتفع مؤشر "شنتشن المركب" بنسبة 1.75% مسجلًا 2300 نقطة، ما يعكس تفاؤل المستثمرين حيال استمرار السياسات التحفيزية الحكومية لدعم الاقتصاد.
وفي المقابل، شهدت بورصة هونج كونج ضغوطًا بيعية دفعت مؤشر "هانج سينج" للتراجع بنسبة 1% عند مستوى 25270 نقطة، إلا أنه تمكن من تسجيل مكاسب أسبوعية بلغت 1.65%، مدعومًا بتحسن شهية المخاطرة في الأسواق الآسيوية.
البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني الصيني أظهرت تباطؤ نمو مبيعات التجزئة إلى 3.7% على أساس سنوي في يوليو، مقارنة بـ 4.8% في يونيو، مما يشير إلى تراجع الإنفاق الاستهلاكي نسبيًا رغم الإجراءات التحفيزية.
أما الإنتاج الصناعي فقد ارتفع بنسبة 5.7% على أساس سنوي، لكنه سجّل أبطأ وتيرة نمو منذ نوفمبر الماضي، في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 5.9%، وهو ما يعكس ضغوطًا على قطاع التصنيع جراء ضعف الطلب العالمي وتحديات سلاسل الإمداد.
وعلى صعيد أسواق الصرف، ارتفع الدولار الأمريكي أمام اليوان الصيني بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليسجل 7.187 يوان، في ظل توقعات بأن يواصل بنك الشعب الصيني نهج التيسير النقدي لدعم النمو الاقتصادي خلال النصف الثاني من العام.
ويرى محللون أن المكاسب الأسبوعية القوية للسوق تعكس تفاؤل المستثمرين بشأن استمرار تدخل الحكومة لدعم القطاعات الاستراتيجية، خاصة التكنولوجيا والاستهلاك، فضلًا عن توقعات بمزيد من الحوافز المالية والنقدية في الفترة المقبلة.
كما أشار الخبراء إلى أن تحركات السوق جاءت متأثرة أيضًا بتطورات الأسواق العالمية، حيث ارتفعت معظم المؤشرات الأوروبية واليابانية هذا الأسبوع بدعم من آمال التوصل إلى تفاهمات سياسية واقتصادية بين القوى الكبرى، وسط ترقب لقمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ويتوقع أن تظل الأسواق الصينية في حالة ترقب خلال الأسابيع المقبلة، في انتظار مؤشرات أوضح على تعافي الطلب المحلي واستقرار الأسواق العقارية، إضافة إلى نتائج البيانات الاقتصادية لشهر أغسطس التي قد تحدد اتجاه السياسة النقدية لبنك الشعب الصيني.
