ترامب يقترح على الصين مضاعفة مشتريات فول الصويا الأمريكي لخفض العجز التجاري

اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة لافتة في مسار العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، أن تعمل الصين على تقليص العجز التجاري الثنائي من خلال زيادة مشترياتها من فول الصويا الأمريكي إلى أربعة أضعاف الكميات الحالية.
وفي منشور على منصته للتواصل الاجتماعي Truth Social، كتب ترامب: "تشعر الصين بالقلق إزاء نقص فول الصويا، ومزارعونا المتميزون ينتجون أجود الأنواع. آمل أن تضاعف الصين طلبياتها من فول الصويا أربعة أضعاف بسرعة، فهذه أيضًا طريقة لخفض العجز التجاري مع الصين بشكل كبير"، في إشارة إلى أن الزراعة الأمريكية يمكن أن تكون أداة فعالة في إعادة التوازن التجاري بين البلدين.
خلفية النزاع التجاري
تأتي هذه التصريحات في ظل ما يمكن وصفه بـ"الحرب التجارية" المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي تصاعدت منذ أن فرض ترامب، في فبراير الماضي، رسومًا جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية.
وفي مارس، رفعت واشنطن هذه الرسوم إلى 20%، قبل أن تتخذ الصين إجراءات انتقامية مماثلة. وبمرور الوقت، وصلت الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية إلى 145%، بينما فرضت بكين رسومًا بنسبة 125% على المنتجات الأمريكية.
لكن في منتصف مايو، توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي لخفض الرسوم الجمركية إلى 10% بشكل متبادل لمدة 90 يومًا اعتبارًا من 14 مايو، بهدف تهدئة التوترات وإفساح المجال لمفاوضات أوسع.
التجارة بعد الاتفاق
على الرغم من الاتفاق المؤقت، ظلت بعض الرسوم قائمة، مثل رسوم الـ20% على "الفنتانيل" — وهي مادة مثيرة للجدل في العلاقات التجارية والصحية بين البلدين. وفي أواخر الربيع وأوائل الصيف، تبادل الطرفان الاتهامات بعدم الالتزام الكامل بالاتفاقات المبرمة، ما أعاد الشكوك بشأن إمكانية تحقيق تسوية شاملة.
وتشير بيانات شهر يونيو 2025 إلى أن واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية تراجعت بنسبة 7.5% لتصل إلى 18.95 مليار دولار، مقارنة بـ 20.49 مليار دولار في مايو، في أكبر انخفاض شهري منذ فبراير 2009. وفي المقابل، ارتفعت الصادرات الأمريكية إلى الصين بنسبة 44%، لتصل إلى 9.44 مليار دولار مقابل 6.55 مليار دولار في الشهر السابق، وهو ما قد يعكس تأثيرًا أوليًا للاتفاق المؤقت وخطوات الانفتاح الجزئي في التجارة الزراعية.
أهمية فول الصويا في العلاقات التجارية
يُعد فول الصويا من أبرز السلع الزراعية في التجارة بين البلدين، إذ تعتمد الصين على استيراده لتلبية الطلب المحلي المتزايد في قطاع إنتاج الأعلاف والزيوت. كما يمثل محصول فول الصويا أحد أعمدة الزراعة الأمريكية، خاصة في ولايات الوسط الغربي، التي تُعتبر قواعد انتخابية مهمة لترامب.
ويرى محللون أن اقتراح ترامب قد يكون محاولة مزدوجة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، عبر دعم المزارعين الأمريكيين، واقتصادية خارجية، عبر تقليص العجز التجاري وتعزيز الصادرات الزراعية إلى الصين.
لم تصدر بكين بعد ردًا رسميًا على هذا المقترح، لكن مراقبين يعتقدون أن استجابة الصين ستعتمد على مسار المفاوضات التجارية المقبلة، ومدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة. وفي حال قبول العرض، قد يشكل ذلك نقطة انطلاق نحو تهدئة النزاع التجاري الأوسع، أو على الأقل فتح نافذة للتعاون في القطاعات الزراعية.