"بلسم -3" الذي أعاد مصر على خريطة إنتاج الغاز الطبيعي.. إيه الحكاية؟

إزاي بئر كان هيتقفل ويتردم، فجأة يتحوّل لمصدر غاز ضخم؟.. وإزاي الإنجاز ده هيفرق في أمن الطاقة في مصر؟.. وهل فيه آبار تانية ممكن نكرر معاها نفس النجاح؟.. وليه النجاح ده بيعتبر خطوة مهمة لاستراتيجية البترول في البلد؟
يا ترى إزاي بئر غاز كانوا خلاص هيسيبوه ويدفنوه، يتحوّل فجأة لمصدر إنتاج ضخم؟، وإزاي طبقة أرضية ماكنش حد متأكد منها، تطلع هي المفتاح لحل المعادلة؟
القصة بدأت مع بئر "بلسم-3" بتاع شركة الوسطاني للبترول، البئر ده كان بينتج من طبقة اسمها "قواسم"، لكن الطبقة دي نضبت والإنتاج وقفت، وكان القرار الأقرب إنه يتقفل ويتردم.
لكن فريق العمل ما استسلمش، قالك: "طب ما نجرب نشوف طبقة تانية"، لكن المشكلة أن المعلومات قليلة، ومافيش تسجيلات كهربائية لطبقة كفر الشيخ في البئر ده.

رغم كده، بدأوا يدرسوا الطبقة دي باهتمام، حللوا نسب الغاز اللي طلعت أثناء الحفر، استخدموا تحليل زلزالي متطور ومعايرة (AVO)، وفي الآخر حددوا منطقة واعدة جوه تكوين كفر الشيخ السطحي من عصر البليوسين.
هنا جت اللحظة الحاسمة، اختاروا مسافة مناسبة للتثقيب، ولتوفير النفقات استخدموا جهاز إصلاح آبار (BRO-2 Egptco) بدل ما يحفروا بئر جديد.
النتيجة اللي حصلت إيه بقى؟
البئر اللي كان خلاص على وش الهجر، بقى بينتج حوالي 5 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز يوميًا، وزود احتياطي الشركة بـ4 مليار قدم مكعب غاز طبيعي.. الإنجاز ده مش بس وفر فلوس، لكنه كمان فتح باب أمل إن فيه آبار تانية ممكن نستغلها بنفس الطريقة.
والمفاجأة بقى إن ده مش النجاح الوحيد للشركة الشهر ده، قبلها بأيام، فريق الوسطاني حفر البئر (بيجونيا-2)، اللي بيطلع حوالي 7 مليون قدم مكعب غاز يوميًا وكمان 200 برميل متكثفات.
الوزارة وإيجاس وشركة دانا غاز كانوا داعمين بقوة، وده اللي خلى المشروع يطلع للنور، ويقدم نموذج ناجح لإنتاج أكتر، بتكلفة أقل، وبأسرع وقت.
والسؤال هنا بقى، كام بئر تاني ممكن يتحول من عبء لمصدر إنتاج؟.. وإزاي نجاح زي ده يقدر يفرق في تأمين مستقبل الطاقة في مصر؟.. واضح إن القصة دي مش بس عن بئر غاز، دي عن إصرار وعزيمة وقدرة على تحويل التحديات لفرص.