جولدمان ساكس يُبقي على توقعاته لأسعار برنت ويحذر من مخاطر هبوط الطلب العالمي

أبقى بنك "جولدمان ساكس" الأميركي على توقعاته لأسعار النفط خلال العامين المقبلين، مرجّحًا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 64 دولارًا للبرميل في الربع الرابع من عام 2025، و56 دولارًا في عام 2026، رغم تصاعد عدد من المخاطر التي قد تؤثر سلبًا في معدلات الطلب العالمي على الخام.
وفي مذكرة صادرة بتاريخ 3 أغسطس آب، أوضح البنك أن التهديدات التي تفرضها الضغوط الجيوسياسية على إمدادات النفط من الدول الخاضعة للعقوبات مثل روسيا وإيران قد ترفع الأسعار على المدى القريب. وقال البنك: "الضغوط المتزايدة على إمدادات النفط الخاضعة للعقوبات تمثل خطراً تصاعدياً على توقعاتنا للأسعار، خاصة في ظل العودة السريعة للطاقة الفائضة إلى مستوياتها الطبيعية، وهو ما يتجاوز تقديراتنا السابقة".
لكن في المقابل، نبّه "جولدمان ساكس" إلى مخاطر هبوطية قد تُضعف من زخم نمو الطلب، تتمثل في ارتفاع الرسوم الجمركية الأميركية، والتهديدات المستمرة بفرض رسوم جديدة، إلى جانب البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة التي جاءت أضعف من المتوقع. وتوقع البنك أن يبلغ متوسط نمو الطلب العالمي على النفط نحو 800 ألف برميل يوميًا خلال عامي 2025 و2026، لكنه حذّر من أن هذا الرقم قد يكون مبالغًا فيه إذا استمرت العوامل الضاغطة الحالية.
وأضافت المذكرة أن بيانات النشاط الاقتصادي الأميركي الأخيرة "تشير إلى أن الاقتصاد ينمو حالياً بوتيرة أبطأ من طاقته الكامنة"، وهو ما دفع بعض خبراء الاقتصاد في "جولدمان ساكس" إلى رفع تقديراتهم لاحتمال حدوث ركود اقتصادي خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.
ويأتي هذا التحذير في وقت أعلن فيه تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول وعددًا من المنتجين الكبار خارجها، عن زيادة جديدة في الإنتاج قدرها 547 ألف برميل يوميًا خلال شهر سبتمبر أيلول، في خطوة تهدف إلى استعادة الحصص السوقية التي فقدها التحالف خلال فترة خفض الإنتاج الطوعي.
وأشار البنك الأميركي إلى أن سياسة "أوبك+" لا تزال مرنة، لكنه توقع أن يبقي التحالف على مستويات الإنتاج دون تغيير بعد سبتمبر، مشيراً إلى "تسارع وتيرة بناء المخزونات التجارية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وتراجع التأثير الموسمي على الطلب خلال الربع الأخير من العام".
وفي الأسواق العالمية، جرى تداول عقود خام برنت الآجلة عند 69.27 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:15 بتوقيت جرينتش، في حين بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 66.96 دولار للبرميل.
وبحسب تقديرات "جولدمان ساكس"، فإن احتمالية حدوث اضطرابات كبيرة في الإمدادات الروسية تظل "محدودة"، بالنظر إلى استمرار حجم الواردات الكبير من النفط الروسي، وإمكانية زيادة الخصومات السعرية للحفاظ على تدفقات الصادرات. كما لفت المحللون إلى أن الصين والهند، وهما من كبار المشترين، لا تزالان حريصتين على مواصلة شراء النفط الروسي رغم العقوبات.
لكن مصادر في قطاع الطاقة أفادت بأن شركات التكرير المملوكة للدولة في الهند أوقفت شراء النفط الروسي الأسبوع الماضي، بعد تراجع الخصومات السعرية في بداية أغسطس، في ظل ضغوط أميركية متزايدة وتحذيرات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الدول التي تواصل شراء الخام من موسكو.