مدبولي ونواف سلام يترأسان مباحثات موسعة لتعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره اللبناني دولة الدكتور نواف سلام، جلسة مباحثات موسعة بالعاصمة اللبنانية بيروت، بحضور وفدي البلدين، وذلك في إطار زيارة رئيس الوزراء إلى الجمهورية اللبنانية، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية المختلفة، ودفع العلاقات المشتركة إلى مستويات أكثر تقدمًا.
وأكد رئيس الوزراء، خلال الجلسة، أهمية التطبيق العملي لما تم التوافق عليه في اجتماعات اللجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة، مشددًا على ضرورة ترجمة الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة إلى مشروعات وبرامج تعاون ملموسة تسهم في دعم الاقتصادين المصري واللبناني، وتحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن العلاقات المصرية اللبنانية ترتكز على روابط تاريخية وأخوية راسخة، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب تفعيل آليات التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري، في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، بما يعزز من قدرة البلدين على تحقيق النمو والاستقرار.
وأوضح رئيس الوزراء أن انعقاد الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة في القاهرة، وما أسفرت عنه من توقيع عدد كبير من الاتفاقيات في مجالات متعددة، يمثل قاعدة صلبة للبناء عليها، داعيًا إلى متابعة تنفيذ تلك الاتفاقيات من خلال لجان فنية مشتركة، ووضع جداول زمنية واضحة للتنفيذ، بما يضمن تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وشهدت جلسة المباحثات استعراضًا لفرص التعاون في عدد من القطاعات ذات الأولوية، من بينها التجارة، والاستثمار، والطاقة، والنقل، والبنية التحتية، والصناعة، والسياحة، إلى جانب بحث آليات زيادة حجم التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، والاستفادة من الخبرات المصرية في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى.
كما تطرقت المباحثات إلى سبل دعم القطاع الخاص في البلدين، وتهيئة بيئة مواتية لتعزيز الشراكات بين رجال الأعمال المصريين واللبنانيين، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة، ودعم سلاسل الإمداد، وتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي.
من جانبه، أعرب دولة الدكتور نواف سلام عن تقديره للدور المصري الداعم للبنان، مؤكدًا حرص بلاده على تعميق التعاون الاقتصادي مع مصر، والاستفادة من التجربة المصرية في مجالات الإصلاح الاقتصادي والتنمية، بما يسهم في دعم مسار التعافي الاقتصادي اللبناني.
كما تناولت المباحثات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث شدد الجانبان على أهمية تعزيز الاستقرار في المنطقة، وضرورة تكثيف التنسيق والتشاور السياسي في مواجهة التحديات الراهنة، بما يحفظ الأمن القومي العربي ويدعم فرص التنمية.
وفي ختام الجلسة، أكد رئيس الوزراء أن مصر ستواصل دعمها للبنان، قيادةً وحكومةً وشعبًا، مشيرًا إلى أن تعزيز التعاون الاقتصادي يمثل أحد المحاور الرئيسية لترسيخ العلاقات الثنائية، ودفعها نحو شراكة استراتيجية أكثر شمولًا واستدامة خلال المرحلة المقبلة.

