تراجع "بيتكوين" لأقل من 118 ألف دولار وسط أداء متباين للعملات الرقمية
شهدت أسواق العملات الرقمية تباينًا واضحًا في تعاملات اليوم الأحد، حيث تراجعت عملة "بيتكوين" دون مستوى 118 ألف دولار، وسط ضغوط بيعية من المستثمرين الأفراد وإعادة تموضع المحافظ المؤسسية، بينما سجلت عملتا "إيثيريوم" و"كاردانو" مكاسب ملحوظة بدعم من استمرار تدفقات السيولة المؤسسية إلى القطاع.
وبحسب بيانات منصات التداول العالمية، فقد انخفضت "بيتكوين"، أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية، بنسبة تقارب 2.1% لتسجل نحو 117,850 دولارًا، بعد أن كانت قد لامست مستوى 120 ألف دولار في بداية الأسبوع. ويرى محللون أن موجة التصحيح الحالية جاءت بعد سلسلة من المكاسب القوية على مدار الأسابيع الماضية، دفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ مطلع العام.
في المقابل، ارتفعت "إيثيريوم"، ثاني أكبر عملة رقمية، بنحو 1.8% لتصل إلى مستوى 6,450 دولارًا، مستفيدة من إعلان عدد من صناديق الاستثمار الكبرى زيادة تعرضها لأصول البلوك تشين. كما حققت "كاردانو" مكاسب تجاوزت 3% لتتداول عند 2.25 دولار، بدعم من تفاؤل المستثمرين بشأن التحديثات التقنية المرتقبة لشبكتها خلال الربع الثالث من العام الجاري.
ويشير محللو السوق إلى أن التباين في أداء العملات الرقمية يعكس تحركات السيولة بين الأصول ذات القيمة العالية والعملات ذات المشاريع التقنية القوية، في وقت تشهد فيه السوق تزايدًا ملحوظًا في أحجام التداول المؤسسي. كما يتوقع الخبراء أن تظل "بيتكوين" في نطاق تداول يتراوح بين 115 و120 ألف دولار على المدى القصير، مع استمرار الضغوط البيعية في حال غياب محفزات جديدة.
ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الجهات التنظيمية العالمية إلى تعزيز قواعد الشفافية وحماية المستثمرين، مما يضيف عنصرًا من الحذر إلى قرارات المتعاملين. ويرى مراقبون أن السوق الرقمية لا تزال جاذبة للاستثمارات طويلة الأجل، خاصة في ظل تنامي تبني تقنيات البلوك تشين في مجالات التمويل اللامركزي، والعقود الذكية، وإدارة الأصول.
كما أظهرت بيانات حديثة استمرار تدفقات رؤوس الأموال إلى الصناديق الاستثمارية المتخصصة في العملات المشفرة للأسبوع الرابع على التوالي، وهو ما يعكس ثقة المؤسسات المالية الكبرى في نمو هذا القطاع رغم تقلباته. ويؤكد خبراء أن التنوع في محافظ العملات الرقمية أصبح عنصرًا أساسيًا لتقليل المخاطر والاستفادة من فرص النمو في المشاريع الناشئة.
ويرجح متعاملون أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التذبذبات السعرية، خصوصًا مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية وتقارير السياسات النقدية، التي قد تؤثر على شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية مثل العملات المشفرة.
