وزيرة التنمية المحلية ومحافظ الفيوم يبحثان مستجدات إعادة التوازن البيئي ببحيرة قارون
عقدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، اجتماعًا موسعًا مع الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، بمقر وزارة البيئة بالعاصمة الإدارية الجديدة، لبحث آخر مستجدات أعمال لجنة إعادة التوازن البيئي ببحيرة قارون، ومتابعة المشروعات الجارية لتحسين الوضع البيئي وتعزيز الثروة السمكية بالبحيرة، وذلك بحضور قيادات وزارتي البيئة والتنمية المحلية وعدد من الجهات الشريكة.
في بداية اللقاء، رحبت الوزيرة بمحافظ الفيوم والوفد المرافق له، مؤكدة أن التعاون بين الوزارة والمحافظة يمثل نموذجًا متقدمًا في التكامل المؤسسي لمعالجة المشكلات البيئية وتحويلها إلى فرص تنموية مستدامة. وأشارت إلى أن جهود إعادة التوازن البيئي للبحيرة تعد قصة نجاح مشتركة بين العديد من الجهات الحكومية المعنية، في إطار توجيهات القيادة السياسية بالارتقاء بالبحيرات المصرية واستعادة دورها البيئي والاقتصادي والسياحي.
واستعرضت وزيرة البيئة الوضع الراهن لأعمال إعادة التوازن البيئي، مؤكدة أن الجهود المنفذة خلال الفترة الماضية أسفرت عن تحقيق تحسن نسبي في نوعية المياه داخل البحيرة، بالإضافة إلى إحراز تقدم واضح في معالجة مصادر التلوث، سواء الناتجة عن الصرف الصحي أو الصناعي. وأوضحت أن تحسين حالة البحيرة يمثل خطوة محورية لزيادة العائد التنموي من مواردها، خاصة في مجالي السياحة الداخلية وتنمية الثروة السمكية، بما يعزز فرص العمل ويدعم الاقتصاد المحلي لمحافظة الفيوم.
وشددت الدكتورة منال عوض على أهمية المتابعة الدورية لكافة محاور المشروع، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تطورًا ملحوظًا في مؤشرات جودة المياه، بفضل الإجراءات التصحيحية التي تتبناها الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية. كما وجهت الوزيرة بالإسراع في الانتهاء من مشروع رفع كفاءة محطة معالجة الصرف الصناعي بالمنطقة الصناعية بكوم أوشيم، ومشروعات الصرف الصحي المرتبطة بالبحيرة، بهدف الوصول إلى نسبة تغطية معالجة تتجاوز 85% خلال أقرب وقت ممكن.
كما تطرقت الوزيرة إلى جهود التحكم في ملوحة البحيرة واستغلالها بيئيًا بالشراكة مع شركة “إميسال”، موضحة أن هذه الجهود أسهمت بشكل مباشر في تحسين النظام البيئي داخل محمية قارون، وانعكست إيجابيًا على إنتاجية البحيرة من الأسماك. وأشادت بالتزام الشركة بتنفيذ مشروعات بيئية مدعومة من برنامج التحكم في التلوث الصناعي التابع لوزارة البيئة.
من جانبه، أشاد محافظ الفيوم بدور وزارة البيئة في قيادة جهود إعادة تأهيل البحيرة، مؤكدًا أن بحيرة قارون تُعد واحدة من أهم البحيرات الاستراتيجية في مصر. واستعرض المحافظ مكونات المشروع، وفي مقدمتها الانتهاء من أعمال التكريك ببحر يوسف لدعم مناسيب المياه، ومشروعات المعالجة التي تنفذها وزارة الإسكان ضمن مبادرة “حياة كريمة”، بما يشمل إنشاء ثماني محطات لمعالجة الصرف الصحي. كما استعرض موقف مشروع إعادة تأهيل محطة معالجة كوم أوشيم بطاقة 19 ألف متر مكعب يوميًا.
وفي السياق نفسه، أكد اللواء الحسيني فرحات، مدير جهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية، تحسن المؤشرات البيئية بالبحيرة خلال العامين الماضيين، مما سمح بإنزال زريعة أسماك موسى عام 2022، وزريعة الجمبري خلال 2024/2025، بالتنسيق مع المحافظة. وأشار إلى رصد عودة أعداد كبيرة من الطيور المائية، وعلى رأسها أسراب طيور الفلامنجو، وهو ما يعكس التحسن الملحوظ في النظام البيئي للبحيرة.
