الأربعاء 09 يوليو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
اقتصاد مصر

بعد عودة البورصة.. خبير يطالب بالاعتماد في المعاملات المالية على الأقمار الصناعية لاستمرار العمل في حالات الطوارئ

الأربعاء 09/يوليو/2025 - 11:59 ص
خبير أسواق المال:
خبير أسواق المال: حريق سنترال رمسيس درس للاقتصاد

استأنفت البورصة المصرية تعاملاتها، اليوم الأربعاء، عقب إلغاء جلسة أمس الثلاثاء بسبب تداعيات حريق سنترال رمسيس الذي أثر بشكل ملحوظ على خدمات الإنترنت والاتصالات مما أثار القلق عند المتداولون حول أداء البورصة بعد الحادث وكيفية التصرف مع أي خسائر محتلمة في الأسهم.

في هذا التقرير نرصد تحليل الدكتور وائل النحاس، خبير البورصة وأسواق المال، في تصريحات لـ "بانكير" حول تأثير الحادث على أسواق المال في مصر ورأيه في القرارات التي اتخذتها الدولة ومنها وقف التداول أمس الثلاثاء:

إجراءات احترازية لحماية الاقتصاد

أكد الدكتور وائل النحاس، خبير البورصة وأسواق المال، في تصريحات خاصة لـ"بانكير"  أن الدولة لجأت إلى فصل بعض الخدمات، خاصة المرتبطة بالقطاع المالي والمصرفي، كإجراء احترازي لتأمين البيانات ومنع أي اختراقات أو هجمات إلكترونية محتملة، مشيراً إلى أن ما حدث أمس ليس "تعطيلاً" كاملاً للاقتصاد، بل كان تأجيلاً مؤقتاً لبعض العمليات لحين تأمينها بالكامل.

تأثيرات على التداول والاتصالات

وأضاف النحاس أن الحريق أدى إلى تعطل واضح في خدمات الاتصالات والإنترنت داخل عدد من المؤسسات الكبرى، مثل الصحف القومية التي اضطرت للعمل من خارج مقراتها بسبب ضعف الشبكة، في حين استمرت الخدمات الإخبارية والرسائل للمواطنين بشكل طبيعي، ما يؤكد أن الأزمة كانت محصورة في قطاعات محددة.

وأوضح أن التأثير الأكبر ظهر في التداولات الإلكترونية، حيث واجه المتعاملون صعوبة في استخدام تطبيقات شركات السمسرة على هواتفهم المحمولة، ما أعاد الوضع إلى ما يشبه آلية العمل قبل 10 سنوات، عندما كان التنفيذ يتم بشكل أكبر عبر السماسرة داخل المقار وليس مباشرة عبر التطبيقات.

د. وائل النحاس

خسائر مؤجلة وليست مؤكدة

وأشار خبير أسواق المال إلى أن الحديث عن حجم الخسائر الفعلية سابق لأوانه، مؤكداً أن ما جرى لم يسفر عن خسائر مؤكدة للمتعاملين حتى الآن، بقدر ما تسبب في تعطيل تنفيذ بعض العمليات، سواء للبورصة أو لهيئة الرقابة المالية والمقاصة، وهي عمليات تم تأجيلها لحين استعادة الاستقرار الفني.

دعوة لمراجعة أوقات التداول

وطالب الدكتور وائل النحاس بدعوة إلى إعادة النظر في مواعيد جلسات التداول في البورصة المصرية، مشيراً إلى أن الجلسة ما زالت قصيرة مقارنة بنظيراتها في العالم العربي، حيث كانت تغلق سابقاً في الثالثة أو الثالثة والنصف عصراً، لكن مع تقليص الساعات لم يتم تعديلها مجدداً.

وشدد على أن إطالة ساعات التداول قد يعزز من كفاءة السوق ويتيح فرصاً أفضل للمتعاملين، خاصة مع عودة الاستقرار تدريجياً عقب هذه الأزمة الطارئة.

الاعتماد على الأقمار الصناعية ضرورة ملحة

وأكد النحاس أن الدرس الأبرز مما حدث هو ضرورة أن تتحول شركات السمسرة والمعاملات المالية إلى الاعتماد على الأقمار الصناعية، سواء في خدمات الإنترنت أو في الاتصالات، لتأمين استمرارية العمل حتى في حالات الطوارئ.

وقال: "يجب أن يبدأ اليوم تشغيل المعاملات المالية والمصرفية عبر الأقمار الصناعية، وتكون كل العمليات محكومة ومؤمنة من خلال النيل سات أو غيره من الأقمار، بدلاً من الاعتماد الكلي على الشبكات الأرضية المعرضة للأعطال."

نصيحة للمستثمرين: لا تفزعوا ولا تبيعوا بخسارة

ووجه وائل النحاس نصيحة إلى المواطنين والمتداولين في البورصة بعدم الخوف أو الانجرار وراء قرارات البيع السريع بخسارة، مؤكداً أن الأوضاع ستعود إلى طبيعتها في الأيام المقبلة. وأضاف: "هدف ما حدث كان ضرب الاقتصاد، لكن الدولة قامت بحماية أموالك بالإجراءات التي اتخذتها وأحييها على ذلك. ويجب أن تدركوا أن ما حدث له أبعاد أكبر بكثير مما نراه، لذا التزموا الهدوء وانتظروا حتى تتضح الأمور."