الأحد 29 يونيو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
تحليل

أرباح وصلت لـ 10 تريليونات دولار.. ما السر وراء المكاسب القياسية للأسهم الأمريكية؟

السبت 28/يونيو/2025 - 11:30 م
ما السر وراء المكاسب
ما السر وراء المكاسب القياسية للأسهم الأمريكية؟

في عام 2025، شهدت الأسواق الأمريكية ارتفاعاً غير مسبوق، حيث أضافت الأسهم الأمريكية، ممثلة بمؤشر "إس أند بي 500"، ما يقرب من 10 تريليونات دولار إلى قيمتها السوقية، لتصل إلى مستويات قياسية جديدة.

وهذا الإنجاز اللافت، الذي سجل إغلاق المؤشر عند 6170 نقطة في يونيو 2025، أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه المكاسب التاريخية.

وما الذي دفع وول ستريت لتحقيق هذا الانتعاش المذهل رغم التحديات الاقتصادية والتجارية؟.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا الإنجاز.

انتعاش قوي بعد موجة التصحيح

وبدأت القصة في أبريل 2025، عندما واجهت الأسواق الأمريكية موجة بيع حادة ناتجة عن حالة عدم اليقين التجاري، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية على عدد من الشركاء التجاريين.

وهذه السياسات أثارت مخاوف من ركود اقتصادي عالمي، مما أدى إلى خسارة أكثر من 4 تريليونات دولار من قيمة مؤشر "إس أند بي 500" خلال ثلاثة أسابيع فقط.

ومع ذلك، تجنب ترامب لاحقاً فرض هذه الرسوم لمدة ثلاثة أشهر، مما أعاد الهدوء إلى الأسواق ومهد الطريق لانتعاش قوي.

وبحسب ديفيد ليفكويتز، من مكتب الاستثمار الرئيسي في بنك "يو بي إس"، فإن الأسهم الأمريكية أظهرت مرونة كبيرة في مواجهة حالة عدم اليقين، مدعومة بثقة المستثمرين في قدرة الاقتصاد الأمريكي على الصمود.

دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

ولعبت شركات التكنولوجيا دوراً محورياً في هذا الصعود القياسي، وشركات مثل أمازون، التي سجلت أرباحاً قياسية بلغت 15.3 مليار دولار في الربع الثالث من 2024، استفادت من نمو خدمات الحوسبة السحابية (AWS) وإطلاق منتجات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل المساعد الافتراضي "Rufus".

كما ساهمت أسهم شركات مثل إنفيديا وأوراكل في دفع مؤشر "ناسداك" لتحقيق مكاسب قوية، مدعومة بالطلب المتزايد على حلول الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية.

الأسهم الأمريكية

دعم السياسات الاقتصادية

وعلى الرغم من التحديات التي فرضتها السياسات التجارية، ساهمت السياسات النقدية في دعم الأسواق. 
وأشار محللون إلى أن بيئة التضخم المعتدل، إلى جانب توقعات باستمرار أسعار الفائدة عند مستويات مستقرة، عززت من جاذبية الأسهم.

ووفقاً لتصريحات كينويل، فإن الأسواق قادرة على تحقيق أداء جيد في ظل تضخم معتدل، خاصة مع قوة الاستهلاك ودورة أرباح مطمئنة في النصف الثاني من 2025.

ثقة المستثمرين وصناديق الاستثمار

وشهدت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) تدفقات مالية قياسية، حيث تجاوزت الأصول التي تديرها 10 تريليونات دولار في 2021، واستمرت في جذب استثمارات ضخمة في 2025.

والنمو السريع لمنصات التداول الرقمي، التي تتيح التداول دون عمولات، شجع ملايين المستثمرين الأفراد على دخول الأسواق، مما عزز السيولة وزاد من زخم الارتفاع.

تحديات محتملة

ورغم هذه المكاسب، تواجه الأسواق تحديات محتملة، في حين أن التهديدات السيبرانية، التي قد تكلف الاقتصاد العالمي 10.5 تريليون دولار سنوياً بحلول 2025، تشكل مخاطر على الشركات التكنولوجية. 
كما أن استمرار التوترات التجارية والتضخم قد يؤثران على استقرار الأسواق.

والمكاسب القياسية للأسهم الأمريكية في 2025، التي بلغت 10 تريليونات دولار، تعكس مزيجاً من المرونة الاقتصادية، والابتكار التكنولوجي، وثقة المستثمرين.

ورغم التحديات، فإن السياسات النقدية الداعمة وقوة قطاع التكنولوجيا جعلا وول ستريت وجهة استثمارية لا تضاهى.

ومع اقتراب نهاية العام، يبقى السؤال: هل ستستمر هذه الزخم الصعودي، أم أن تصحيحاً جديداً يلوح في الأفق؟.