الخميس 29 مايو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

المستشار الألماني: امتيازات الشركات الأمريكية مهددة في أوروبا مع تصاعد الرسوم

الإثنين 26/مايو/2025 - 10:04 م
المستشار الألماني
المستشار الألماني فريدريش ميرتس

قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إن الاتحاد الأوروبي قد يرد بإجراءات انتقامية ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية إذا تصاعد النزاع التجاري مع إدارة دونالد ترامب.

رغم أن ميرتس، زعيم أكبر اقتصاد في أوروبا، يسعى إلى خفض الرسوم الجمركية وتخفيف التوتر مع البيت الأبيض، إلا أنه شدد على ضرورة أن يحمي التكتل مصالحه، مشيراً إلى الفائض الأمريكي في تجارة الخدمات مع الاتحاد الأوروبي.

قال ميرتس خلال مشاركته في مؤتمر "منتدى أوروبا" الذي تنظمه محطة "دبليو دي آر" في برلين يوم الإثنين: "نحن نحمي شركات التكنولوجيا الأميركية بشكل كبير في الوقت الحالي، ويشمل ذلك الضرائب. ويمكن أن يتغير ذلك، لكنني لا أريد تصعيد هذا النزاع، بل أريده أن يُحل بشكل مشترك".

وقت حرج للعلاقات الأمريكية الأوروبية

تأتي تصريحات ميرتس، في وقت حرج تشهده المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. كان ترامب قد هدد الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من الأول من يونيو، قبل أن يُرجئ الموعد إلى التاسع من يوليو عقب مكالمة هاتفية يوم الأحد مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

أبدى ميرتس دعمه الكامل لنهج فون دير لاين، مؤكداً تمسكه بموقف بلاده بعدم الدخول في اتفاقات جانبية، وترك ملف التجارة بيد الاتحاد الأوروبي، وأضاف: "سنتصرف إذا دعت الحاجة".

أوضح قائلاً: "لا ينبغي أن نرد بطريقة متهورة ومتسرعة. من وجهة نظرنا، الرسوم تضر بنا. لكن إذا لم يكن لدينا خيار آخر، فسنضطر إلى استخدام هذا السلاح".

يقول ترمب إن الاتحاد الأوروبي يستغل الولايات المتحدة، ودعا التكتل إلى خفض فائضه التجاري في السلع، وإزالة الحواجز التجارية مثل ضريبة القيمة المضافة، ورفع العقبات التنظيمية أمام الشركات. أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده للتفاوض مع البيت الأبيض، لكنه حذر من أنه سيرد إذا لم يتم التوصل إلى حل مرضٍ.

تهديد الاقتصاد الأمريكي 

وفقاً لتقديرات "بلومبرج إيكونوميكس"، فإن تهديد ترمب بفرض رسوم بنسبة 50% سيؤثر على سلع تُقدَّر قيمتها بـ321 مليار دولار، ما قد يخفض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنحو 0.6%، ويرفع الأسعار بأكثر من 0.3%.

جهز الاتحاد الأوروبي بالفعل قائمة رسوم جمركية انتقامية على سلع أمريكية بقيمة 21 مليار يورو (23.9 مليار دولار)، رداً على بعض رسوم المعادن التي فرضها ترامب وجرى تعليقها حتى يوليو. يمكن تسريع تنفيذ هذه الإجراءات إذا انهارت المحادثات.

يجهز الاتحاد أيضاً قائمة إضافية برسوم محتملة على منتجات أمريكية بقيمة 95 مليار يورو، في حال فشل المفاوضات. تشمل هذه التدابير، التي تأتي رداً على رسوم ترامب "المتبادلة" ورسوم السيارات، سلعاً صناعية مثل طائرات شركة "بوينغ"، والسيارات أميركية الصنع و"البوربون".

كان ميرتس، قبل توليه منصب المستشار، واثقاً بقدرته على إقامة علاقات متينة مع ترامب، إلا أن نبرته خفتت لاحقاً وسط خلافات في ملفات عدة، من بينها طريقة التعامل مع روسيا. وفي ما يتعلق بالرسوم الجمركية.

وأشار ميرتس إلى وجود اختلاف في النظرة بين الولايات المتحدة وأوروبا، قائلاً: "من وجهة النظر الأوروبية، الرسوم لا تفيد أحداً. أما بالنسبة لترامب، فهي وسيلة لحماية الاقتصاد الأمريكي، وهي بمثابة لعبة متساوية الربح والخسارة، فعندما يتراجع أداء الاقتصاد الأوروبي، فهذا أمر جيد لأمريكا".