ضغوط الرسوم الجمركية الأمريكية تدفع شركات عالمية لرفع أسعار السلع عالميًا

تشهد أسعار السلع الاستهلاكية العالمية ضغوطًا جديدة بعد إعلان عدد من كبرى شركات التجزئة الدولية، مثل "بيركنستوك" الألمانية و"باندورا" الدنماركية، نيتها رفع أسعار منتجاتها حول العالم، في محاولة لمواجهة الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرًا على الواردات.
ووفقًا لتقرير نشرته شبكة "يو إس نيوز"، تسعى هذه الشركات إلى توزيع تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق العالمية، بدلًا من تمرير كامل الزيادة إلى السوق الأمريكية فقط، لتجنب التأثير السلبي على مبيعاتها داخل أكبر اقتصاد عالمي.
تصريحات الشركات
المدير المالي لشركة "بيركنستوك" أوضح أن زيادة طفيفة "من رقم واحد" في الأسعار عالميًا ستكون كافية لتعويض التكاليف الإضافية.
أما الرئيس التنفيذي لـ"باندورا" فأشار إلى أن الشركة لا تزال تدرس سيناريوهات متعددة، من بينها تركيز الزيادات في السوق الأمريكية فقط، أو توزيعها عالميًا.
مخاوف اقتصادية في أوروبا وبريطانيا
تُثير هذه الخطط قلقًا متزايدًا لدى البنوك المركزية في أوروبا والمملكة المتحدة، خصوصًا بعد بوادر استقرار نسبي في مستويات التضخم خلال الشهور الماضية، حيث يخشى صناع السياسات من أن تؤدي هذه الزيادات إلى موجة تضخمية جديدة قد تعيد الضغوط على أسعار الفائدة.
ويرى محللون أن هذه الاستراتيجية الموزعة تعد وسيلة ذكية للالتفاف على الانتقادات السياسية الأمريكية، خاصة بعد أن حثت إدارة ترامب سابقًا شركات مثل "وولمارت" على عدم تحميل المستهلكين المحليين عبء الرسوم الجمركية.
وأشار خبراء اقتصاديون من جامعات وشركات استشارية أمريكية إلى أن المرونة التسعيرية التي تتمتع بها الشركات متعددة الجنسيات، تسمح لها بتعديل الأسعار تدريجيًا وفق حساسية المستهلك المحلي وهامش الربح المتوقع في كل سوق.