مصر تبدأ تنفيذ مشاريع النقل الذكي في ملتقى «موبيلتي توك»
افتتح الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، اليوم الإثنين، فعاليات الملتقى الطلابي الأول "Mobility Talk"، والذي تنظمه شركة سيمنز العالمية بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وذلك في قاعة الاحتفالات الكبرى "القبة" بالجامعة، بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من قيادات الجامعات وممثلي شركة سيمنز العالمية.
وأكد الفريق كامل الوزير في كلمته خلال الافتتاح أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا غير مسبوق بقطاع النقل باعتباره الشريان الرئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن مشروعات النقل الحالية، وعلى رأسها شبكة القطار الكهربائي السريع، تسهم في خلق محور لوجستي يربط البحر الأحمر بالمتوسط، ويُنظر إليه باعتباره "قناة السويس الجديدة على القضبان".
وأضاف الوزير أن التعاون مع شركة سيمنز لا يقتصر على تنفيذ المشروعات، بل يشمل شراكة استراتيجية حقيقية في نقل التكنولوجيا، وتدريب المهندسين والفنيين المصريين، ودعم التعليم الفني والتطبيقي، بما يعزز استدامة التشغيل وبناء كوادر مصرية قادرة على إدارة وتشغيل المنظومات الحديثة.
وأوضح أن وزارة النقل تنفذ حاليًا خطة شاملة تشمل خطوط المترو، والمونوريل، والقطار الكهربائي السريع، بهدف ربط المناطق الصناعية، والسياحية، والزراعية بالموانئ ومراكز التصدير، مؤكدًا أن المشروع يستهدف نقل 2.5 مليون راكب يوميًا و12 مليون طن بضائع سنويًا، ويشمل ثلاث خطوط رئيسية تمتد لنحو 2000 كم.
ودعا الوزير الطلاب إلى اغتنام الفرص التعليمية والتدريبية المتاحة، قائلًا: "أنتم قلب الأمة النابض، ووطنكم يثق بكم ويعوّل عليكم"، مشيدًا بجهود جامعة القاهرة وشركة سيمنز في تنظيم هذا الحدث.
من جانبه، عبّر الدكتور أيمن عاشور عن سعادته بالمشاركة في الملتقى، مؤكدًا أن وزارة التعليم العالي تولي اهتمامًا خاصًا بربط التعليم الجامعي باحتياجات سوق العمل، خاصة في القطاعات ذات الأولوية مثل النقل والمواصلات. وأشار إلى أن الملتقى يعد الأول من نوعه في مصر في مجال وظائف مستقبل السكك الحديدية، ويمثل منصة حوارية تفاعلية بين الطلاب والخبراء.
كما كشف الوزير عن تفعيل المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي نتج عنها شراكات مع كيانات صناعية كبرى مثل "سيمنز"، والتي قدمت منحة هندسية لثلاث جامعات مصرية، استفاد منها أكثر من 35 ألف طالب، تضمنت أدوات تدريبية متقدمة في التصميم الرقمي وإدارة دورة حياة المنتج.
وأكد عاشور أن الوزارة تعمل على تطوير المناهج الأكاديمية لتصبح أكثر مرونة وارتباطًا بسوق العمل، من خلال مبادرات مثل "كن مستعدًا"، التي تهدف إلى إعداد الطلاب لمهن المستقبل، لافتًا إلى أن الاستثمار في طلاب اليوم هو استثمار في مدن أكثر عدالة واستدامة غدًا.
وفي كلمته، أشار الدكتور مصطفى رفعت، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، إلى أن الملتقى يمثل خطوة محورية في دعم استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي، وتعزيز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الصناعي، بما يحقق مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات التنمية الوطنية.
