البنوك المركزية تعزز حيازاتها من الذهب بمقدار 183 طنًا بزيادة 6% بالربع الثاني
أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي اليوم الثلاثاء أن إجمالي الطلب العالمي على الذهب ارتفع بنسبة 4 في المائة على أساس سنوي إلى 1258 طنًا، مسجلاً أقوى ربع سنوي على الإطلاق.
وعلاوة على ذلك، كان الطلب الإجمالي مدعومًا بمعاملات خارج البورصة (OTC) الصحية، بزيادة 53 في المائة على أساس سنوي عند 329 طنًا، وفقًا لتقرير اتجاهات الطلب على الذهب للربع الثاني من عام 2024 الصادر عن مجلس الذهب العالمي.
ودفع الطلب المتزايد خارج البورصة، واستمرار الشراء من البنوك المركزية، وتباطؤ تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية في الربع الثاني وبلغ متوسط سعر الذهب 2338 دولارًا للأوقية، بارتفاع 18 في المائة على أساس سنوي، ليصل إلى مستوى قياسي عند 2427 دولارًا للأوقية خلال الربع.
وزادت البنوك المركزية والمؤسسات الرسمية من حيازاتها العالمية من الذهب بمقدار 183 طنًا، وهو ما يمثل تباطؤًا عن الربع السابق، لكنه لا يزال يعكس زيادة بنسبة 6٪ على أساس سنوي.
وأكد مسح سنوي للبنوك المركزية صادر عن مجلس الذهب العالمي أن مديري الاحتياطيات يعتقدون أن تخصيصات الذهب ستستمر في الارتفاع على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة، مدفوعة بالحاجة إلى حماية المحفظة وتنويعها في بيئة اقتصادية وجيوسياسية معقدة.
وظل الاستثمار العالمي في الذهب مرنًا، حيث ارتفع بشكل طفيف على أساس سنوي عند 254 طنًا، مما يخفي اتجاهات الطلب المتباينة وانخفض الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية بنسبة 5٪ إلى 261 طنًا في الربع الثاني، بسبب الانخفاض الحاد في الطلب على العملات الذهبية. وتم موازنة الاستثمار القوي في التجزئة في آسيا بمستويات أقل من الطلب الصافي في أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث ارتفعت عمليات جني الأرباح في بعض الأسواق.
وفي الوقت نفسه، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب العالمية تدفقات خارجية طفيفة بلغت سبعة أطنان خلال الربع. استمر النمو الآسيوي، وتحولت التدفقات الخارجية الأوروبية الكبيرة في أبريل إلى تدفقات ناشئة في مايو ويونيو، وتباطأت التدفقات الخارجية لأمريكا الشمالية بشكل كبير مقارنة بالربع السابق.
وأدت الأسعار المرتفعة القياسية إلى انخفاض الطلب على المجوهرات بنسبة 19 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني، لكن الطلب في النصف الأول لا يزال صامداً مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وذلك بفضل الربع الأول الأقوى من المتوقع.
وبالإضافة إلى ذلك، استمر الطلب على الذهب في التكنولوجيا في الارتفاع، حيث قفز بنسبة 11 في المائة على أساس سنوي مدفوعًا في المقام الأول بطفرة الذكاء الاصطناعي في قطاع الإلكترونيات، والذي شهد زيادة بنسبة 14 في المائة على أساس سنوي.
وارتفع إجمالي المعروض من الذهب بنسبة 4 في المائة على أساس سنوي، مع زيادة إنتاج المناجم إلى 929 طنًا. وارتفعت أحجام الذهب المعاد تدويره بنسبة 4% مقارنة بنفس الربع من عام 2023، مسجلة أعلى مستوى في الربع الثاني منذ عام 2012.
وقال أندرو نايلور، رئيس قسم الشرق الأوسط والسياسة العامة في مجلس الذهب العالمي: "في الآونة الأخيرة، تصدرت أسعار الذهب المرتفعة والقياسية عناوين الأخبار، مدفوعة بالطلب القوي من البنوك المركزية وسوق خارج البورصة، مما دعم الطلب على مستوى العالم. ومع ذلك، أثرت الأسعار الدولية المرتفعة القياسية على الطلب الاستهلاكي مع انخفاض الطلب العالمي على السبائك والعملات المعدنية بنسبة 5% على أساس سنوي وانخفاض المجوهرات بنسبة 19%".
وأضاف نايلور: "لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة بمنأى عن تأثير ارتفاع أسعار الذهب فقد انخفض الطلب الاستثماري بنسبة 5% - بما يتماشى مع الأرقام الدولية - وانخفض الطلب على المجوهرات بنسبة 13% على أساس سنوي".
وتابع: من منظور المستقبل، ستلعب الظروف الاقتصادية ومعنويات المستثمرين أدوارًا حاسمة في تشكيل ديناميكيات الطلب الإقليمي في النصف الثاني من عام 2024 ومن المرجح أن يظل السعر المرتفع بمثابة رياح معاكسة للطلب على الذهب.
وأكد أنه من ناحية أخرى، فإن الاتجاهات العالمية مثل عدم الاستقرار الجيوسياسي وخفض أسعار الفائدة المحتمل قد تؤثر بشكل إيجابي على الطلب على الذهب.
