الأحد 28 أبريل 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

عمرو عامر يكتب..أحمد عيسى.. وصناعة الفارق

الأربعاء 02/أغسطس/2023 - 10:56 م
الكاتب الصحفي عمرو
الكاتب الصحفي عمرو عامر

 

للحق رجال وللحقيقة كبرياء وللمحنة فرسانها، وللصدارة ناسها.. لا التزام أعظم من صنع أسطورة تكون سراجا للآخرين.. في القمة لا يستقر كثير من القادة لكن يتركون أثرا عظيما يحفرون به في أذهان الطرقات.. (مرو من هنا..  وكانوا عظاما).

في حياة البشر «المختلفين» لا تمر الساعات لديهم، كما تمر عند الآخرين لكن للدقيقة حساب وللزمن حكاية يريد أن يرويها لمن يأتي من بعد.. عمر الإنسان يقاس بحجم الصخب الذي أحدثه في أيامه.. لافائدة من حياة لا برد فيها ولا شمس فالهو لايصنع فارقا في مصير الدول والشعوب التي قامت على أكتاف الرجال والعلماء والمخلصين والأوطان تحميها سير الرجال القوية، ومواكب التقدم والتطور والرخاء يقودها رجال من نوع خاص يأتون في الأوقات المناسبة.
مصرنا حبلى برجال من فصيلة الملوك والعظماء والكتاب وأهل الفلك والطب والاقتصاد والحساب ممن حملوا رايات وطن نقش تاريخه على وجه الأرض وفي باطنها.. كانت مصر أول من علم العالم كل العلم وابتكرت الاقتصاد والحسابات والتجارة والميزانيات ودفاتر الوارد والصادر وأول من سيرت السفن للتبادل التجاري وأول من تبادلت العملات بالغلال وأول من جمعت الديون من الدول وأول من  اخترع المدن الذكية والجميلة وصناعة الرقي فكان النيل يرسم بريشته أجمل القرى والشوارع والميادين والمعابد المزخرفة بالذهب  وكانت شعوب الدول الأخرى تتمنى زيارة مصر لرؤية حضارة الفن والثراء والذهب.  

في كل مجال هناك بطل.. على رأس الدولة هناك القائد السيسي من فصيلة تلك الأسود المصرية الضارية التي لا تهاب الخطر وقدر على صنع الفارق وبناء الدولة وانتشالها من الفوضى.

وفي البنوك والسياحة هناك أحمد عيسى، من تلك الفئة المنقوشة على المعابد لعظماء الوطن وإذا كان الرجل يقاس بما صنع فهو يستحق الكثير من الثناء والفخر، فمسيرة الرجل لا تعرف إلا العلم والعمل والإنجاز والتقدم والأوسمة وشهادات التقدير الدولية والمحلية، بزغ نجم «عيسى» في عالم البنوك بعد الفارق الذي صنعه في البنك التجاري الدولي بعد مسيرة علمية رفيعة المستوي في إدارة الأعمال بجامعة كارولينا الشمالية بأميركا، وأول رئيس لإدارة التخطيط الاستراتيجي بالبنك حاملا الماجستير في تخصص نادر ودقيق.
وفي التغيير الوزاري الأخير فوجيء العاملين في القطاع السياحي بتعيين أحمد عيسى وزيرا للسياحة وتوجس كثير منهم خوفا من عدم خبرة الرجل في قطاع السياحة وهو ابن البنوك النجيب، وقتها لم يرد رجل المصارف على تلك المخاوف والهمس والوساوس، ليرد بعدها بشهور قليلة على طريقته المفضلة وهي طريقة الأرقام والحساب فكانت المعجزة التي شهدها القطاع في خلال 9 شهور وأرباح وإيرادات لم تحدث طيلة مسيرة وزارة السياحة بكل وزرائها السابقين، وليس ما تحقق هو ما يبغيه «عيسى» في دولة بحكم إمكانيات مصر السياحية لكن الأهم فيما يريد أن يحققه أحمد عيسى في السياحة.
لأنه وزير بقلب رجل الحسابات والبنوك لايفكر عيسى في أي شيء سوى في تعظيم الإيرادات وان تحتل مصر مكانتها وسط الكبار في القطاع السياحي بالعالم، يريد القاهرة مثل باريس تكون قبلة للملايين وأن يزور مصر 70 مليون سائح سنويا، كما يحدث في فرنسا وإسبانيا، يريد أن يستغل كنوز مصر وشواطئها وصحاريها ووديانها ومدنها الجديدة وإرثها الديني والثقافي والتراثي لتكون دولة عظمي سياحيا ولما لا ومصر تملك مالم يملكه الآخرون لكن كنت تحتاج لرجل لأخذ القرار.. حتى جاء أحمد عيسى وزيرا للسياحة.