الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
أخبار

لغز الملف الأحمر في درج حسن عبد الله ولقاء الحسم في الاتحادية

الأربعاء 12/يوليو/2023 - 12:58 ص
حسن عبدالله محافظ
حسن عبدالله محافظ البنك المركزي المصري

العالم قبل 24 فبراير 2022 غير العالم بعده لأن كل حاجة اتغيرت وحصل زلزال الغزو الروسي لأوكرانيا اللي هز كل اقتصاديات الدول وضرب خطوط التجارة واربك البورصات العالمية والبنوك الدولية، وفوضى في سوق العملات ومن هنا بدأت أصعب أزمة اقتصادية ومالية في العصر الحديث.. مصر كانت فين وبدأت امتى تحس بالخطر  وايه اللي دار بين الرئيس السيسي والمصرفي حسن عبد الله في قصر الرئاسة بالاتحادية وايه حكاية الملف الأحمر في درج رئيس المركزي
 
مصر اتأثرت بمجرد بيان ملامح الأهداف الروسية في أوكرانيا وإنها مش عملية محدودة وهتنتهي وبان إنها حرب طويلة والدول كلها عملت حسابها على الاحتمال الاصعب وفي مصر بدأت تظهر ملامح أخطر أزمة عملة لما بدأت الأموال الساخنة تخرج من مصر بشكل كبير ووصلت في مجموعها 22 مليار دولار وبدأت تظهر أزمات سلاسل التوريد الدولية وكان هنا الخطر الحقيقي لأن مصر مستورد رئيسي للسلع الاستراتيجية في العالم بفاتورة دخلت على 100 مليار دولار .
عدت الأيام والرئيس السيسي كان بيتابع الأزمة لحظة بلحظة لحد ما قرر تغيير الاستراتيجية والاستعانة برجال مهام صعبة في القطاع المصرفي وخاصة بعد اتساع نطاق أزمة أسواق الصرف واختفاء الدولار وظهور السوق السودا وفي  18 اغسطس 2022 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بتعيين حسن عبد الله قائماً بأعمال محافظ البنك المركزي المصري لمدّة عام وبعدها تم تعيينه رسميا في المنصب ومن هنا بدأت مهمة عبدالله الخطيرة.
تعليمات الرئيس كانت واضحة وصريحة وهي سرعة التعامل مع المستجدات ومواجهة أي أزمات في وقتها وعدم السماح بخروج أسواق الصرف عن السيطرة وإعداد تصور كامل عن الموارد الدولارية والخطط البديلة وضمان عدم تأثر المواطنين بتبعات الحرب الروسية، وتطوير السياسات النقدية وتوفير مناخ جاذب للاستثمار وكان أهم تكليف رئاسي لمحافظ البنك المركزي وقتها وهو  توفير مصادر متنوعة للموارد من العملات الأجنبية.
بعد أقل من ساعة على لقاءه بالرئيس السيسي توجه حسن عبد الله لمتابعة مناقشات اول اجتماع للجنة السياسة النقدية في عهده واللي قرر فيها تثبيت سعر الفايدة لغاية تجهيز ملفات العمل في الشهور الجاية والاستعداد لمعركة طويلة جدا بين الدولار والجنيه.
وفي نفس اليوم اجتمع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزرا ء مع محافظ البنك المركزي والدكتور محمود محيي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي  لاستعراض مستجدات المشاورات بين مصر وصندوق النقد الدولي للتوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء بين الجانبين بما يسمح بدعم خطط الدولة المصرية الاقتصادية في المدى المتوسط، واللي توجت في النهاية بتوقيع اتفاق قرض 3 مليار دولار.
حوالي 16 شهر مرت على تولي حسن عبد الله رئاسة المركزي ومفيش يوم عدى فيها غير بقرارات وخطط وإجراءات على مدار الساعة وكان دايما قدامه تكليف وتعليمات الرئيس في أول لقاء بينهم في الاتحادية بعد تعيينه مباشرة وهو. تنويع وضمان تدفق العملات الأجنبية وكانت مهمة خطيرة جدا لأن كان فيه 100 باب مفتوح وكله عايز دولار بداية من تلبية فاتورة الاستيراد ودي مفهاش نقاش لأنها أمن قومي وكمان توفير أقساط ديوم خارجية وتغذية القطاع المصرفي والبنوك بالدولار عشان تلبي رغبات عملاءها وخاصة أصحاب الشركات ودا غير تلبية طلبات شركات الاستيراد والافراجات الجمركية وفوق دا كله الحفاظ على مستوى آمن الاحتياطي النقدي.
كانت مهمة عظيمة لكن البنك المركزي نجح في كل الاختبارات الصعبة وفي ذروة أزمة الدولار كانت بتتنفذ خطة الإنقاذ وكل قطاعات الدولة شغالة على هدف واحد وهو توفير أكبر قدر من العملة الأمريكية وتم رفع حالة الطوارئ في قطاع السياحة والتصدير والاستثمارات المباشرة وقناة السويس وطرح برنامج الطروحات الحكومية وتمديد أجل الودائع ومبادرات خارج الصندوق زي مبادرة اعفاء سيارات المصريين   والسماح بدخول الدهب من غير جمارك، وفي نفس الوقت دخل المركزي في حرب مفتوحة مع سوق شرهة للدولار الأسود وتجار العملة لغاية ماجت معلومات بدخول أطراف معادية في الخارج على خط أزمة الدولار وهنا تحول الدولار في السوق المصري لخط احمر واتعمله ملف أحمر يعني خطر بيشرف عليه رئيس البنك المركزي شخصيا وبتترفع بيه تقارير للرئاسة المصرية.
بعد أقل من سنتين على اجتماع الرئيس السيسي بمحافظ البنك المركزي ووسط تفاصيل كتير وقرارات ملهاش اخر ايه اللي حصل..  الحقيقة نظرة واحدة على الوضع ساعة تولي عبد الله بتكليف من الرئيس والوضع دلوقتي هتعرف حجم الجهد والمعجزة اللي تمت بعد انتصار الدولة المصرية على كل الجبهات في الصراع مع الدولار وتوقيف صندوق النقد عند حده، وتنمية الموارد الدولارية والقفز للامام في ملفات الاستثمار والتصنيع والمناطق الصناعية وكل مشروع ممكن يجيب دولار أو عملة صعبة،  والطروحات ضيف عليهم ارتفاع الاحتياطي النقدي اللي قرب على 35 مليار دولار وتوقع وفرة كبيرة في سوق صرف العملة الأمريكية بفضل تنفيذ توجيهات الرئيس بتنويع مصادر الدولار وكأن الرئيس كان بيقرأ طالع الأيام من كتاب مفتوح.