الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
بنوك خارجية

تقرير: السيطرة على أسعار الفائدة أداة فعالة في مواجهة التضخم في الكويت

الإثنين 21/مارس/2022 - 03:02 ص
بنك الكويت المركزي
بنك الكويت المركزي

من المفترض أن يعمل قرار بنك الكويت المركزي برفع سعر الخصم بنسبة 0.25٪ إلى 1.75٪ بدلاً من 1.5٪ (المنخفض تاريخياً) بشكل طبيعي للحد من ارتفاع الأسعار ، حيث تعتبر أسعار الفائدة أداة فعالة في السياسة النقدية في الدولة ومواجهة التضخم العالمي وفقا لاثنين من الاقتصاديين المعروفين ، حسب صحيفة الأنباء اليومية.

وأشارت الصحيفة ، نقلاً عن الخبيرين الاقتصاديين ، إلى أن ارتفاع الأسعار مرتبط بعوامل لوجستية تتعلق بسلاسل التوريد والتمويل ، فضلاً عن وقوع أحداث جيوسياسية ، وفي مقدمتها الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، والتي كانت سبباً رئيسياً في ارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة.

وصرح الرئيس التنفيذي السابق لبنك دار التمويل ، رئيس مجلس إدارة مجموعة أسيكو مازن الناهض ، أن معدل رفع معدل الخصم من 1.5 إلى 1.75٪ لن يؤثر بشكل كبير على المستهلكين ، مشيرًا في نفس الوقت إلى أن الفائدة على الودائع ستؤثر على المستهلكين بنسبة 0.25٪ كما هو الحال مع أي شيء ، معتبرا أن هذا يقلل من تأثير رفع أسعار الفائدة على المستهلكين ، مشيرا إلى أن تأثيره سيكون أكبر على من لديهم قروض عملاقة مع البنوك والشركات الكبيرة ، حيث أن التكلفة من الاقتراض سيرتفع بنسبة 0.25٪ ، وينعكس ذلك في الأرباح في النهاية ، حيث سترتفع التكلفة على القطاع الخاص ، وهو أمر متوقع وغير مفاجئ.

وأشار إلى الآثار الإيجابية التي سيحدثها القرار على القطاع المصرفي ، خاصة مع قاعدة الودائع منخفضة التكلفة أو بدون تكلفة مثل الحسابات الجارية ، حيث ستستفيد البنوك من هذه الأموال بنسبة 0.25٪ إضافية ، وهو أمر إيجابي للبنوك.

وبشأن الإنفاق الاستهلاكي في ظل موجة ارتفاع الأسعار خلال الفترة الحالية ، وتأثير قرار رفع أسعار الفائدة عليه ، قال الناهض: إن قرار رفع أسعار الفائدة يفترض أن يحد من التضخم الحالي. فالسبب في رفع أسعار الفائدة بالدرجة الأولى أننا شبه مرتبطين بالدولار ، والوضع في أمريكا مشابه للكويت من حيث ارتفاع الأسعار. وأضاف: "للأسف ترتفع الأسعار في جميع أنحاء العالم مما يؤدي إلى التضخم ، والاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة لخفض التضخم.

وتابع: من المفترض أن يحدث هذا في الكويت ، لكن لدينا عوامل أخرى تؤثر ، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، والتي تسببت في ارتفاع حاد في الأسعار في المقام الأول ".

وبدورها توقعت وزيرة التجارة والصناعة السابقة ، الدكتورة أماني بورسلي ، أن تشهد أسعار الفائدة على الدينار ارتفاعا في الأشهر المقبلة ، مبينة أن زيادة البنك المركزي الأخيرة في سعر الخصم لن تكون الأخيرة هذا العام في ظل المتغيرات الاقتصادية المتنامية بسرعة ، وخاصة معدلات أسعار المستهلك ، الأمر الذي يتطلب من منظم السياسة النقدية التدخل بأدواته لإدارة هذه المتغيرات.

وتابعت بورسلي أن الكويت تشهد معدلات فائدة منخفضة نسبياً ، مما يجعل الاتجاه نحو الادخار الخيار الأخير لشريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين ، الأمر الذي يدفع تلقائياً نحو زيادة الإنفاق الاستهلاكي وما يترتب على ذلك من ارتفاع معدلات التضخم ، والتي كانت كما ارتبطت خلال الوضع الحالي الذي يخضع للعديد من المتغيرات الجيوسياسية العالمية ، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع نتيجة اضطرابات سلسلة التوريد.

وأوضحت أن رفع سعر الفائدة سيوجه الكثير من الأفراد للادخار على أمل ارتفاع أسعار الفائدة ، الأمر الذي من شأنه خفض معدلات الإنفاق الاستهلاكي وخفض معدلات التضخم تلقائيًا في أسعار السلع ، ناهيك عن خفض معدلات الاقتراض من قبل الأفراد.

وأشارت بورسلي إلى أن السياسة النقدية في الكويت متوازنة وتأخذ في الاعتبار كافة المتغيرات ، حيث يرتبط الدينار بسلة عملات رئيسية ، وفي مقدمتها الدولار الأمريكي وليس عملة واحدة فقط ، وهو ما يعطي متخذي القرار ومساحة مناسبة لرفع أو خفض الفائدة أو إصلاحها وفقًا للمتغيرات المحلية والعالمية أيضًا أو كليهما لتحقيق الغرض المنشود من التدخل في الأدوات النقدية بأفضل طريقة ، وكذلك رفع سعر الفائدة بما يتماشى مع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في اتجاه تصاعدي للفائدة خلال الفترة المقبلة.

وقرر بنك الكويت المركزي رفع سعر الفائدة على عمليات "إعادة الشراء" مع البنوك بمقدار ربع نقطة مئوية ، ليصبح معدل إعادة الشراء لليلة واحدة 1.125٪ ، و 1.375٪ لمدة أسبوع و 1.875٪ لمدة شهر بحسب البيانات التي نشرها البنك المركزي الخميس على موقعه على الانترنت.

و"الريبو" هو سعر يستخدمه بنك الكويت المركزي ضمن الاتفاقية لإعادة شراء الأوراق المالية الحكومية من البنوك التجارية للسيطرة على المعروض النقدي ومن المقرر أن يرفع بنك الكويت المركزي العائد على السندات والتورق بمقدار ربع نقطة بدلاً من المعدل الحالي البالغ 1.125٪ لمدة 3 و 6 أشهر.

وحذرت مصادر مطلعة مما قد تشهده الأسعار خلال الفترة المقبلة في ظل توجه الدولة لزيادة معدلات السيولة للأفراد بأكثر من نصف مليار دينار من خلال مكافأة 3000 دينار للمتقاعدين ، مشيرة إلى أن الصرف يجب أن يكون مصحوبا بصرامة صارمة. السيطرة على الأسواق ، والمراقبة في الوقت الحقيقي.