عملاق الأدوات المكتبية "ديلي الصيني" يضاعف رهانه على مصر.. 400 مليون دولار في "الطباعة الرقمية"
ليه عملاق صيني زي ديلي يقرر يضاعف استثماراته في مصر ويوصلها لـ400 مليون دولار؟.. وإيه اللي خلى شركة عالمية تنقل تكنولوجيا الطباعة الرقمية لمصر بدل ما تفضل محتكرة في الغرب واليابان؟، وهل مصر فعلًا بقت جاهزة تستقبل صناعات دقيقة ومعقدة بالشكل ده؟، ويعني إيه تصنيع طابعات رقمية مش مجرد تجميع؟ وإيه الفرق اللي ده هيعمله في الاقتصاد؟..
مصر النهارده مش بس بتستقبل استثمارات، مصر بقت بتجذب صناعات تقيلة وتكنولوجيا كانت لحد قريب حكر على دول معينة.. وآخر مثال واضح على كده هو اللي أعلنته مجموعة "ديلي" الصينية، عملاق الأدوات المكتبية في العالم، واللي قررت تضاعف رهانها على السوق المصري بشكل غير مسبوق.
ديلي أعلنت أنها هتزود استثماراتها في مصر من 200 مليون دولار لـ400 مليون دولار، يعني بنتكلم عن 200 مليون دولار جديدة هتدخل البلد، والسبب؟.. هو إنشاء أول مصنع متطور لإنتاج آلات الطباعة الرقمية في مصر والشرق الأوسط كله، مش مجرد تجميع ولا تركيب، لكن تصنيع حقيقي ونقل تكنولوجيا كاملة.
خلينا نفهم الموضوع ببساطة، صناعة الطابعات الرقمية دي واحدة من أدق الصناعات في العالم، وكانت محصورة سنين طويلة في شركات غربية ويابانية محدودة، لكن دلوقتي ديلي قررت تنقل التكنولوجيا دي لمصر، وده معناه إننا نتحول من دولة بتستورد الطابعات، لدولة بتصنع وبتصدر كمان.
المرحلة الجديدة دي، اللي قيمتها 200 مليون دولار، بتركز بالكامل على توطين صناعة الطباعة الرقمية، من المكونات، للتجميع المتقدم للتشغيل والاختبار، وده تطور صناعي مهم جدًا لأنه بيفتح باب لصناعات تكميلية زي الأحبار وقطع الغيار، وخدمات الصيانة والتطوير.
بس القصة مش بدأت النهارده، ده امتداد للمرحلة الأولى اللي شغالة حاليًا باستثمارات 200 مليون دولار على مساحة 160 ألف متر مربع، واللي بتركز على إنتاج كل أنواع الأدوات المكتبية والمدرسية، زي الأقلام، والملفات والأدوات الهندسية واللي السوق المصري بيعتمد فيها بنسبة كبيرة على الاستيراد.
المجمع ده لوحده هيوفر آلاف فرص العمل المباشرة، غير غير المباشرة، وكمان عنده خطة واضحة إن مصر تبقى مركز تصدير رئيسي لمنتجات ديلي لإفريقيا وأوروبا، وده استغلال ذكي لموقع مصر الجغرافي واتفاقياتها التجارية.
طيب إيه اللي خلى شركة بالحجم ده تاخد قرار مضاعفة الاستثمار قبل حتى ما تخلص المرحلة الأولى؟.. الإجابة ببساطة هي الرخصة الذهبية.
الرخصة الذهبية كانت كلمة السر في الموضوع كله، لأنها اختصرت شهور وسنين من الإجراءات في موافقة واحدة، وخلت المستثمر يبدأ شغل وتنفيذ فورًا من غير تعقيد أو بيروقراطية، وده خلق إحساس حقيقي بالأمان والجدية، خلى الشركة تثق وتنقل تكنولوجيا حساسة زي الطابعات الرقمية بدل ما تكتفي بصناعات بسيطة.
المشروع ده مش مجرد مصنع جديد، ده نقلة نوعية في الصناعة المصرية، لأنه هيقلل فاتورة الاستيراد ويوفر عملة صعبة، ويخلق منتج مصري بعلامة "صُنع في مصر" يقدر ينافس إقليميًا ودوليًا.. كمان المشروع بيفتح باب جديد لتنوع الصناعة، ويدخل مصر بقوة في مجال الأجهزة المكتبية الإلكترونية، ويمهد في المستقبل للتوسع في تصنيع العدد والأدوات الكهربائية.. من الآخر كده، ديلي مش بس بتستثمر في مصر، ديلي بتراهن على مصر.. ومصر بتكسب خطوة كبيرة على خريطة الصناعة العالمية.
