ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المصرية اليوم الخميس مع ترقب قرارات البنك المركزي
تواصل أسعار الذهب في السوق المحلي المصري التفاعل مع التطورات العالمية، في ظل حالة من الحذر التي تسيطر على المستثمرين نتيجة تصاعد المخاطر الجيوسياسية، إلى جانب التوقعات المتعلقة بمسار السياسات النقدية العالمية خلال الفترة المقبلة.
وسجل سعر الذهب عيار 24 في مصر اليوم الخميس، وفقًا لآخر تحديثات السوق، نحو 6817 جنيهًا للجرام، بينما بلغ سعر عيار 21 — الأكثر تداولًا بين المواطنين — حوالي 5965 جنيهًا للجرام. كما سجل عيار 18 نحو 5112 جنيهًا، في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 47720 جنيهًا دون احتساب المصنعية أو الدمغة.
على المستوى العالمي، شهدت أسعار الذهب قفزة قوية لتتجاوز حاجز 4500 دولار للأونصة للمرة الأولى، قبل أن تتراجع بنحو 30 دولارًا، مع اتجاه المستثمرين لزيادة حيازاتهم من المعادن النفيسة باعتبارها ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات السياسية والتجارية على الساحة الدولية، ومن بينها تجدد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة بشأن الاستقرار الإقليمي وتأثيرات محتملة على سلاسل الإمداد العالمية.
كما يترقب المستثمرون توجهات البنوك المركزية الكبرى، خصوصًا الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في ضوء توقعات تشير إلى إمكانية مواصلة خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026، وهو ما يعزز عادةً جاذبية الذهب باعتباره أداة للتحوط من التضخم وتراجع العوائد على الأصول النقدية.
وفي سياق اقتصادي ذي صلة، أظهرت بيانات حديثة نمو الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي بلغ 4.3% خلال الربع الثالث، مدفوعًا بقوة الاستهلاك وتحسن النشاط التجاري. غير أن هذه المؤشرات الإيجابية لم تغيّر بشكل كبير من توقعات الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية، إذ لا يزال كثير من المتعاملين يراهنون على استمرار سياسة التيسير خلال العام المقبل.
محليًا، يؤكد خبراء أن أسعار الذهب في مصر ستظل مرتبطة بشكل مباشر بحركة المعدن النفيس عالميًا، إضافة إلى عوامل داخلية مثل سعر صرف الجنيه أمام الدولار ومستويات الطلب المحلي. كما ينصح بعض المحللين المتعاملين في السوق بمراقبة التغيرات الدولية بعناية، خاصة في ظل تقلبات قد تؤدي إلى موجات صعود أو هبوط سريعة.
وفي الوقت نفسه، يظل الذهب بالنسبة لقطاعات واسعة من المواطنين أداة ادخار طويلة الأجل، خصوصًا في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، بينما يتجه البعض الآخر إلى الشراء بهدف الاستثمار على المدى المتوسط، انتظارًا لتحقيق مكاسب مع أي ارتفاعات جديدة.
